* شروط صدر المتألهين في قبول التلميذ:
كان طلاب العلوم من جميع أنحاء إيران يقصدون شيراز للاستفادة من درس صدر المتألهين ولكنه لم يكن يقبل التلميذ إلا إذا قبل التلميذ أربعة شروط وعمل بها.
الأول: أن لا يكون بصدد تحصيل المال إلا بمقدار تحصيل معاشه.
الثاني: أن لا يكون همه الحصول على موقع اجتماعي.
الثالث: أن لا يعصي.
الرابع: أن لا يقلد (طبعاً المقصود في العادات وتقليد الأهل).
فإذا قبل التلميذ هذه الشروط وعمل بها، كان صدر المتألهين يقبله في عداد تلامذته، ويبقيه في مدرسته، وإلا فإنه كان يطلب منه مغادرة المدرسة.
كان صدر المتألهين يقول: من المستحيل أن يتمكن منن هو بصدد تحصيل المال من تحصيل العلم، فتحصيل مال الدنيا وتحصيل العلم عملان متخالفان لا يقترنان... والشخص الذي يزيد طوله يقل عرضه وتقل ضخامته... وهكذا طالب تحصيل المال قد يمكنه إلا أنه حتماً لا يستطيع تحصيل العلم، وأصحاب الثروات الذين يتظاهرون بأنهم علماء هم مراؤون ومن هذه الشروط في قبول الطلاب يتضح لماذا أن صدر المتألهين أصبح صدر المتألهين... وما هو الذي أوصله إلى هذه الدرجة من التقوى والحكمة والعرفان.
وفي الواقع فإن أستاذ صدر المتألهين "الميرداماد" هو الذي رباه هذه التربية ـ ولاستيضاح ذلك نصغي إلى وصية "الميرداماد" لتلميذه في أول يوم اشترك في مجلس درسه.
* صدر المتألهين في يوم دراسته الأول:
عندما انتهت أول جلسة فيها صدر المتألهين في درس "الميرداماد" انتحى به أستاذه جانباً وقال له: "يا محمد لقد قلت أنا اليوم إن الشخص الذي يريد دراسة الحكمة يجب أن يهتم بالحكمة العملية وها أنذا أقول لك إن الحكمة العملية أمران.
الأول: القيام بجميع واجبات الإسلام.
الثاني: اجتناب كل ما تطلبه النفس الأمارة من أجل أنسها.
أداء الواجبات الدينية ضروري لأن الطالب عندما يؤديها يستفيد من كلٍّ منها فائدة هي لمصلحته.
وأما الأمر الثاني -اجتناب ما تهواه النفس الأمارة- فباعتبار أن طالب الحكمة يجب أن يجتنب تأمين رغبات نفسه.. إن المطيع لنفسه المشتغل بدراسة الحكمة يحتمل في حقه قوياً أن يخسر دينه وينحرف عن الصراط المستقيم.