في اللحظات التي يشتد فيها الألم والعذاب
إلى حدٍ لا طاقة له
فيتفجر وتتصاعد نيرانه من قلبي المشتعل
إلى من ألتجئ؟!
القلب يحترق، الدمع يغلي، الفرائص ترتعش، الرأس ينحني، واللسان يعجز عن الكلام أمام عظمة المعشوق الإله الملكوتي.
لم أكتب هذا لأمنن به على أحد لأن المنة علي للورقة لأنها تتحمل وتقبل الألم والعذاب الذي أشعر به.
لأنه هنا في هذا الموقف
في حضرة الملكوت الأعلى، لا وجود للفخر والتكبر والترفع
الوجود يصبح رماداً وحطاماً
هنا الحق والعدل كالشمس في الظلام
والباطل والقدرات المزيفة تسقط
ولا سلطة ولا عظمة ولا قدرة لغير الله
عند سيد الساجدين
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
أتيت بأعمال قباح ردية
فمن لي ولحالي ولصغري
فأين أين رجائي ثم أين محبتي
وما في الورى عبد جنى كجنايتي
إلهي.. أخجل واستحي من نفسي أن أقف أمامك
بعد كل هذه الذنوب
ولكن رحمتك وعنايتك أوسع من ذنبي
إلهي.. وأنا أصغر من أن أشكرك
لأن الشكر مني تقصير وأهانه لساحتك المقدسة
إلهي.. أنت وحدك من أعانني في غربتي
ووحدك كنت في الليالي المظلمة تسكن أوجاعي وتؤنسني
وتحفظني في ساعات الحذر والخوف
وأنت وحدك كنت ترى دموعي
وتضمد قلبي المجروح
إلهي... أعتذر إليك لأنني أجزت لنفسي أن تناجيك
إلهي... أنت علمتني أن الزمان لا يدوم
وأن الفخر والأنانية سريعة الزوال والاضمحلال
وأنرتني لفهم حقيقة واقع الحياة
ولكن يا إلهي كنت المقصر الضعيف الحقير بما وهبت لي ونعمتني به
فكلما طال عمري كثرت ذنوبي وكلما كبر سني كبرت معاصيَّ
أما آن لي أن أستحي من ربي
وأسأله أن يغفر لي ويرحمني
فيا إلهي أشكرك ولست أهل لأن أشكرك
أشكرك لأنك أعطيتني أسعد لحظات الأمل في حياتي
أشكرك لأنك فتحت لي طريق الشهادة لأتحرر من هذه الدنيا الدنية نحو السماء
وعلى أمل الخلاص من الآلام والعذاب والقلق
نحو الاستقرار والطمأنينة
مع الأنبياء والأئمة والشهداء الطاهرين والمخلَصين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين