أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

خاطرة: قانا صوت يزلزل العروش

فاطمة السيد قاسم


قانا وما أدراك ما قانا
إنها قرية انسكبت في ذاتها كل معاني البطولة والعظمة والفداء من أجل الحق والعدل والحرية.
إنها الصرخة المدوية في وجه الطغاة والظالمين.
إنها الدم القاني الذي هزّ ضمائر المستكبرين.
قانا هي انتصار جحافل الحق على فلول الباطل.
قانا هي الرفض الشامل لكل الظالمين في الأرض، والالتصاق الكامل لكل المحرومين المعذبين.
مذابح تفوق في بشاعتها كل تصور ووصف، إنها صورة مأساوية مفجعة ليس في الإمكان تصورها.
لقد قتلوا في قانا الأمومة، قتلوا فيها الأجنة في بطون الأمهات لأنهم خافوا من أرحام النساء أن تنبت للمستقبل رجالاً، قتلوا فيها الطفولة، قتلوا فيها كل معاني الإنسانية.
لم يكن عندهم للحياة حرمة، فكيف يكون لحرمة الموت عندهم اعتبار؟

قانا فأي دمعة لفراق أهلك وأطفالك لا تنهمر، وأي جفن بعدهم بالنوم يكتحل، وأي عيد بعد استشهادهم يُحتفى به.
فكيف للأرض لا تتزلزل، فكيف للجبال لا تمور، وللبحار بعدكم لا تغور. لقد هيجتم علينا حزناً كان ساكناً، وأشجاناً في فؤادنا كانت كامنة.
قانا لقد فتحت جرحاً لا يندمل في قلوب الأحرار.
إنّ كل العالم... بكل أنحاء الأرض.. بكل اللغات والثقافات... بكل المقاطع والحروف... بكل العقائد والانتماءات يقفون أمامك ويقرون بهمجية العدو وظلمه.
ولكن مهلاً قانا، فالحياة وعد شرفٍ للأحرار...
فمهما بلغ الظلم ومهما تمادى الطغيان، فلا بد لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر.
ودائماً الحق هو المنتصر والباطل هو المهزوم.
والآن يا قانا ستبقين أنت نقية كحبات الندى... ودمعات المطر...
وستظلين الشاهدة على وحشية العدو الصهيوني.

انتظري قانا فإن كل شيء سيتغير في هذا الكون.. فسواد الليل سوف يمضي.. والتاريخ سوف يصبح ناصعاً كبياض الثلج.
فغداً يا قانا من خلف ظلمة الليل سوف ينبلج نور الصباح، ويدخل أيامنا كالسهم اللامع، وسوف يغدو المساء صباحاً... وتنتعش الأرض وتلبس حلتها الخضراء ويمشي فيها الناس آمنين بعد أن يسودها الأمن والأمان والعدل والإنصاف ويبتعد الظلم على يد باعث نهضة المسلمين الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
فسلام على مَن فيك وما فيك من بشر وشجر وحجر وماء وتراب ودمعة حارة أذرفها وأمزجها بدماء شهدائك الغر الميامين.
وتحية من الأعماق موجهة لأبطالك الصامدين.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع