مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الافتتاحية: لو لم تكن.. كربلاء؟

رئيس التحرير


أمام العطاءات العظيمة والتضحيات التي تجلّت بأروع صورها المشرقة التي بذلها سيد الشهداء والنجباء الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، تصغر الكلمات والمقامات. وأمام درس واحد من دروس عاشوراء لا يبقى مجال حياله أمام العظيم ليشعر بعظمته إلا بالقدر الذي يستن فيه بسنّة شهداء الملحمة المقدسة.

وقبال عطاء مولى أبي ذر الغفاري وتضحية العبد التركي الذي تشرّف بالشهادة بين يدي سيد الشهداء، يطأطئ المراجع العظام رؤوسهم إجلالاً لبذلهما وتقديمهما..
فكربلاء التي تفيض بالمعنويات، ودروسها التي تتعدى على مستوى صناعة الإنسان أرقى الجامعات، هي مميزة بكل وقفة وكلمة ووصية وصرخة وشهادة وصبر، أبطالها مميزون، قائدها وأهل بيته وأصحابه.
فهي تحكي إعجاز المؤمن الذي يبيع جمجمته لله، وانجاز العاشق والذائب في حب المعشوق الأوحد الذي لا يرى الموت إلا سعادة، وهي التي بدّلت الكثير من المفاهيم المغلوطة والخاطئة، وصحّحت ما تشوّه من الإسلام وهي التي حوّلت العبيد إلى أحرار يستبسلون دفاعاً عن الحقائق الإلهية، والأحرار أو من يعتقدون أنهم كذلك، إلى عبيد يصغرون ويتصاغرون أمام أي موقف كربلائي حينما يختارون الهزيمة والتخلف عن الزحف "الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم..".

وكربلاء هي المعهد الذي يخرِّج المشتاقين إلى الانعتاق من شهوات الدنيا. أما غيرهم ممن لا يستأهلون أن يكونوا من طلابها حتى لو كانت لهم ذهنية متفتحة وعلم غزير، فهؤلاء ليس لهم نصيب من عالم كربلاء إلا الحرمان، ذلك أن قلوب طلابها وروادها هي محل عرش الله، فمن لا يملك هذه الأهلية تلفظه كربلاء وتلقيه جانباً، لأن كربلاء ليس لديها الوقت للمسايرة والمجاملة، فهي بحاجة إلى من يبذل فيها مهجته وهي بغنى عمّن يقدم جواده ولا يتقدم هو إلى محراب الشهادة.
وهي التحاق صادق ويقين لا يعتريه شك، وهي شهادة واستشهاد، وشجاعة واستبسال، يغالبها شوق الأحبة ليسهل بعده عناق الأسنة والرماح.
وهي إسراء قافلة النور من المدينة ومكة إلى كربلاء، وهي معراج أنوار أولياء الله الذين تجلت أمامهم الجنان الخالدة فرغبوا أن يخلّدوا أسماءهم في الحضرة القدسية وكان لهم ما أحبّوا.. لله أنت يا كربلاء، فما أعظمك وما أقدسك وما أروع تجلياتك؟

لو لم تكوني يا كربلاء؟ لو لم يكن في قاموسنا سيد الشهداء ولا قمر بني هاشم وعلي الأكبر والقاسم بن الحسن (عليهم السلام) وحبيب بن مظاهر، لو لم يكن في تاريخنا هذا العطاء والشهادة، كان علينا أن نبكي بكاءً مُرّاً، لأننا نفتقد البدور الساطعة والشموس الطالعة والزهور التي تساقطت الواحدة تلو الأخرى ليحيا الإسلام ويستقيم دين النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؟

لو لم يكن عندنا الحسين، هل كان لدينا هذا المجد والعزة على مستوى المقاومة الإسلامية، ولو لم تحصل واقعة كربلاء هل كنا سنخرج وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير ونحن نملك هذا العنفوان والشموخ؟

لو لم يكن في قاموس تاريخنا شيء اسمه كربلاء وسيد الشهداء، هل كانت عيوننا تكتحل برؤية انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران؟ وهل كنا بهذه الهمة والروحية؟ وهل كان الدهر يجود لنا بأمثال الإمام الخميني الراحل العظيم قدس سره الذي كان يصرّ على أن كل ما لدينا هو من عاشوراء ومجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام؟ وهل كان الزمان يتكرم على أمتنا بأمثال ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (حفظه المولى) حسين هذا العصر؟

... فحذار من التخلّف عن كربلائنا وحسين عصرنا ونائب إمامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف... والسلام.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع