تحقيق عصام البستاني
وسط بلدة سميت باسمه يقع مقام نبيّ الله أيلا عليه السلام، وعلى تلة هي من أجمل المرتفعات في البقاع حيث تمتد أمام الناظر من باحة مقام النبي عليه السلام أجمل لوحة فنية صاغها مُبدعٌ خلاق ووسط بساتين مختلفة الأصناف وأشجارٍ غضّة من كل الثمرات وتلك التي لا تثمر يتباهى وسطها مقام النبي أيلا عليه السلام بقبّته المتعالية الخضراء...
قبل أن تبنى بلدة النبي أيلا عليه السلام تعرف أهالي المنطقة على مدفن هذا النبي العالي الشأن حيث روايات كثيرة تحكي عن حضوره في الرؤيا لأشخاص، وعن الأنوار الساطعة التي تخرج أحياناً من ذلك المكان أو تهبط فيه على شكل كوكب دريٍّ ندر مثيله...
زشاع خبر وجوده منذ مئات السنين، فدفع إيمان الأهل وفطرتهم المطبوعة على ذلك لمجاورة مرقد النبي أيلا عليه السلام للتبرك وحيث أن لبعض العائلات أملاكاً موروثة في هذه الناحية بنوا بلدتهم الجميلة وأسموها باسم من تباركت بجسده الشريف بلدة النبي أيلا.
وقد بنى الأهالي له مقاماً حسناً بقي مقصداً لعشرات السنين لآلاف المؤمنين الذين يقصدونه من القرى والمدن كافة، بل الأقطار، للتبرك وتقديم الأضاحي والنذور، وقد ظهرت لهذا النبي العظيم معاجز كثيرة وكبيرة وقدرة عالية على إظهار حق أو إزهاق باطل بفضل الله وقدرته وعلو شأن هذا النبي عليه السلام، وشاعت الروايات والأحاديث القديمة والحديثة لدى أهلنا وأجدادنا عن بعض معاجز له ومن هذه الروايات أن أحدهم قد سُرق له شيءٌ ثمين واتهم بذلك عدداً من الأشخاص وكادت المسألة تؤدي إلى مشاكل وربما دماء، فارتأى بعضهم أن يحتكموا لدى النبي أيلا عليه السلام ويُقسم المتهمون، وبعد أن أقسموا وهمّوا بالرحيل ولم يحدث شيء التفت الجاني ناحية المقام هازئاً أنه لم يكشفه فتسمر مكانه وتيبست رقبته ولم يستطع أحد نقله أو تحريكه إلاّ بعد أن اعتذروا للنبي وطلبوا له السماح والعفو، هي واحدة من عشرات الروايات وحتى الآن إذا ما حصل أيّ شيء مباشرة يقول الناس احتكموا لدى النبي أيلا عليه السلام.
ومن بركات النبي أيلا عليه السلام أن أراضي هذه البلدة تعمها الخيرات والبركات فهي دائمة الخضرة وفيرة الأرزاق وغالبية أهل البلدة تعمهم النعم والخيرات...
وفي الفترة الأخيرة قام أهالي البلدة وبعض المؤمنين بإنجاز أجمل مقام وأكبره لهذا النبي عليه السلام فالبناء الخارجي من حجر أحمر وقبة خضراء من بلاطات صغيرة وأبواب خشبية ضخمة وبلّور ملوّن وبلاط الأرض من المرمر الأسود والغرانيت الأحمر..
وقد أنشئ أمام المقام باحة ضخمة وعددٌ كبير من غرف المنامة للزوّار، وأخيراً أنشئ بناءٌ ضخم عائد لوقف النبي أيلا عليه السلام ويضم مذابح ومسالخ حديثة لخدمة أصحاب النذور كما أنشئت عشرات الغرف لسكن الزوّار والمحبين لمجاورة النبي لأيام وخاصة أولئك الذين يقصدونه من دول إسلامية عديدة..