صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

تغذية: أغذية فقر الدم

سارة الموسوي خزعل(*)

يعتبر فقر الدم من الأمراض الشائعة التي قد يصاب بها الصغير والكبير، الذكر والأنثى على حد سواء. وعادة ما يتبادر إلى الذهن عندما يقال: "فقر الدم" أو مشكلة في الدم، أنه نقص في الحديد، إلّا أن نقص الحديد هو نوع من أنواع اضطرابات الدم، والتي هي عديدة ومختلفة في أسبابها. وبما أن الأنواع عديدة، نذكر منها ما هو ذو أسباب غذائية أو ما علاجه الغذاء.
فما هو فقر الدم؟ وما هي أنواع اضطرابات الدم؟ وما هي أسبابها وعوارضها؟ وكيف يمكن أن نتفاداها أو نعالجها بالغذاء؟


*ماذا نعني بفقر الدم؟
فقر الدم هو نقص في حجم أو عدد كريات الدم الحمراء أو كمية الهيموغلوبين الموجودة فيها، ما يؤدي إلى تضاؤل نسبة تبادل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون ما بين الدم وسائر أعضاء الأنسجة في الجسم.

*أنواع اضطرابات الدم
أولاً: فقر الدم من الحديد:
حيث يتضاءل حجم كريات الدم الحمراء ويقل وجود الهيموغلوبين فيها نتيجة الانخفاض الشديد في مستوى الحديد في الدم.

1 - أسبابه:
أ- تناول الغذاء الفقير بالحديد.
ب- عدم امتصاص الحديد بصورة صحيحة نتيجة أسباب عديدة: كالإسهال، مشاكل في الأمعاء أو المعدة، تصغير المعدة جراحياً، أو بسبب تأثير بعض الأدوية.
ج- زيادة حاجة الجسم للحديد في تكوّن الدم في مرحلة سن المراهقة أو خلال فترة الحمل...
د- النزيف خلال الدورة الشهرية للنساء.
هـ- بالإضافة إلى أنواع النزيف الأخرى.

2 - عوارضه:

أ- التعب الشديد والإجهاد السريع.
ب- فقدان الشهية.
ج- مشاكل جلديّة وسطحيّة: أظافر رقيقة ومقوّسة إلى الداخل كشكل الصحن، تساقط الشعر، تقرّح الفم، التهاب المعدة.
د- مشاكل في القلب في حال عدم معالجة فقر الدم.

3 - الحل الغذائي:

إضافة إلى التزام تناول أقراص الحديد التي يشخّصها لك الطبيب، لا بدّ من تناول غذاء غني بالحديد والامتناع عن بعض الممارسات الغذائيّة التي تقلّل من امتصاص الحديد.

أ- الأطعمة الغنية بالحديد: الكبد والكلية، اللحوم والدواجن، صفار البيض، الفواكه المجففة، البقول، الخضار ذات الأوراق الخضراء كالبقدونس، الدبس، الحبوب الكاملة ومنتجاتها، رقائق الحبوب المدعمة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الحديد في المصادر الغذائية الحيوانية هو أكثر امتصاصاً منه في المصادر النباتية. لذلك لا بدّ للأشخاص النباتيين من أن يحرصوا على تناول كميات جيدة من المصادر النباتيّة العالية بالحديد حتى يتفادوا النقص.

ب- الأطعمة التي تقلّل من امتصاص الحديد: القهوة، الشاي والمشروبات الغازية السوداء، فهي تقلل من امتصاص الحديد بنسبة 50 %، وذلك لأنها تحتوي على مواد (كالكافيين والـ Tannins) فتتّحد مع الحديد وتخرجه إلى خارج الجسم.

ج- الأطعمة التي تزيد من امتصاص الحديد: الأطعمة الغنية بالفيتامين C، كالحامض، البرتقال، الفليفلة، البندورة...

لذلك، ولكي تعزّز نسبة الحديد في جسمك، يمكنك إضافة بعض عصير الحامض إلى وجبتك، أو أن تعدّ طبقاً من السلطة المحتوية على الحامض والبندورة معاً، أو أن تضيف الفليفلة غير المطبوخة إلى طبقك.

ثانياً: زيادة الحديد في الدم:
وهي مشكلة وراثية وتتمثل في الجينات المتماثلة اللواقح (homozygous)، وقد تؤدي إلى موت المصاب إذا لم يتبرع بالدم بصورة دورية. والرجال، هم أكثر عرضة لهذه المشكلة من النساء لأنهم لا يمتلكون وسيلة طبيعية للتخلص من الحديد كالدورة الشهرية أو الحمل أو الرضاعة عند النساء.

1 - عوارضه:

في مراحله الأولى، تتشابه عوارضه مع عوارض نقص الحديد، مثل: التعب والإرهاق، الضعف..
أما في المراحل المتقدمة فتتمثل العوارض بوجع دائم في البطن، وجع مفاصل، عجز جنسي، وعدم انتظام العادة الشهرية.

2 - الحل الغذائي:

إضافة إلى التبرع بالدم دورياً واستشارة الطبيب، على المصاب بزيادة الحديد في الدم اتباع الإرشادات التالية:
أ- تجنّب تناول أقراص الفيتامين C.
ب- تجنب الطعام المدعّم بالحديد، كرقائق الحبوب المدعمة المُعَدَّة للفطور، مشروبات الطاقة أو تلك البديلة عن الوجبات والتي تحتوي على الحديد.

ثالثاً: تضخم كريات الدم الحمراء:
ينتج في أغلب الأحيان عن فقر الدم بالـ B12 أو الفوليك أسيد.

1 - فقر الدم بالـ B12:

أ - أسبابه: الغذاء الفقير بالـ B12، بكتيريا (H.Pylori) المسؤولة عن قرحة المعدة، إذ تبيّن أنها قد تسبب نقصاً في الفيتامين B12.
ب - عوارضه: تنميل في اليدين والقدمين، اختلال توازن الجسم، ضعف الذاكرة، هلوسة...
ج - الحل الغذائي: إضافة إلى حقن الـ B12 التي يصفها الطبيب، على المريض التشديد على الأطعمة التي تحتوي نسبة عالية من البروتينات، ومنه: الكبد؛ فهو غني بالحديد، Vit B12 ، فوليك أسيد. أضف إلى مكونات غذائية أخرى، مثل: اللحوم الحمراء، البيض، الحليب ومشتقاته.

2 - فقر الدم بالفوليك أسيد

أ - أسبابه:
- سوء امتصاص الأغذية الناتج عن مشاكل في الجهاز الهضمي.
- غذاء فقير بالفوليك أسيد لفترة زمنية طويلة.
- زيادة الحاجة من الفوليك أسيد في حالات النمو السريع أو الحمل أو الرضاعة، وعدم تلبية هذه الحاجة.
- إدمان الكحول.

ب - عوارضه:
- تعب وإرهاق، ضيق تنفس، التهاب اللسان، إسهال، نسيان، قلة الشهية للطعام، تشققات في الشفة، انخفاض الوزن.

ج - الحل الغذائي:
إضافة إلى أقراص الفوليك أسيد التي يصفها الطبيب، يجب على المريض المواظبة على تغذية سليمة تتضمن الأمور التالية، وذلك لمنع إعادة الإصابة بفقر الفوليك أسيد:
- تناول حصة واحدة من الفاكهة أو الخضار الطازجة يومياً على الأقل، أو استبدلها بكوب من عصير الفاكهة الطبيعيّة.
- تناول اللحوم، الكبد، الفول، حبوب الصويا، البيض، السبانخ، الخضار على أنواعها.


(*) أخصائية تغذية.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع