محمود ريا
مع أشعة الفجر الناشرة في الأفق صلابة الصمود ينطلقون
من بين الصخر والشوك يطلعون
ومع العواصف والرياح العاتبة يهبون
عيونهم في اتجاه واحد، وقلوبهم لها هوى واحد
إنها الأرض السليبة التي لا بد لها من أن تتحرر
إنه القدس السجين الذي لا يمكن أن يقبل له عيش إلا بحرية
ومع السلاح، تحمل قبضاتهم حفنة تراب من هذه الأرض، لتكون وسادة لرؤوسهم التي لا ترتاح، وكحلاً لعيونهم التي لا تنام.
إنهم أبطال المقاومة الإسلامية
إنهم الرجال الرجال، الذين أعطوا الوعد، وهم لهذا الوعد منفذون
ها هي الشمس تشرق من جديد، بعد سنين وسنين من الظلام المقيت
ها هي أشعتها الذهبية تغزو كل زاوية وكل وادٍ، لتنشر ضياء الحق، هذا الضياء الذي سعى الظالمون طويلاً كي يقضوا عليه، فإذا هو يزداد انتشاراً، ويتوسع مجالاً.
والفضل في كل ذلك يعود لهذه المقاومة
من رحم الأرض تنشق بذور العشق لمستقبل الخير والفرح مع شتلات التبغ وسنابل القمح، مع الياسمين والخزامى، مع كل نبتة، ينمو الحب المطلق للحرية وللكرامة.
بموازاة الإيمان بالله، يغمر القلوب إيمان بوجوب تحرير هذه الأرض كيف لا، والله لا يرضى لأمة أن تستكين دون أرضها أو عرضها كيف لا، والله يدعو من يموت دون أرضه أو عرضه بالشهيد؟
يا أرضي هبي، فلتنتقض كل حبات التراب ولتمتشق الحجارة السلاح، وليبدأ الزحف، هذا الزحف المقدس، الذي يذهب بالمعتدي، يزيحه عن صدرنا الذي يربض عليه كالكابوس، بينما تبقى حبات الأرض في الأرض، وصخرات الجبل في الجبل، لأن الأصل يبقى وسيبقى، والدخيل يزول وسيزول.
يا الله، ما للون الدماء يتوزع أقحواناً على كل الكون
ما لعطر الشهادة يفوح شذىً في ساحة الوجود
ما لهذه النغمة الحنونة التي تطبعها شفتا أم على وجنة ثائر تتمدد حتى يسمعها كل الثوار.
إنه الإيمان بالحق، والعمل في سبيله الذي يعطي للاّمعنى كل هذا المعنى
السنونو المهاجرة تعود، تبحث لها عن دور، تدعو لأن تنقلب طيراً أبابيل الحصاة تتطاول، عسى أن يراها مقاوم فيجعلها حجراً من سجيل
والهدف واحد، الأمر واحد، والعمل واحد، فليصبح هؤلاء الأعداء كالعصف المأكول.
ماذا أقول بعد، وكيف أقول؟
وفعلكم روى كل الحكاية، فجعل الأساطير وقائع، وبنى من أنوار الماضي قواعد غد قادم، يحمل معه بشائر الأمل بيوم القدوم الميمون، حيث لا يبقى جور ولا جائرون، وحيث يعود الناس إلى فطرة رب العالمين.
وحتى ذلك الحين، ستبقى المقاومة