جادت أقلام الأدباء، وتنافس في مديحهم الشعراء، وأثيرت على مضاجعهم قرائح العظماء، وانبهر في ساحتهم الباحثون وتصاغر في محضرهم الخالدون هم الراسخون في العلم، المطهرون.
هم الهداة الميامين..
هم أهل بيت العصمة عليهم السلام.
فإلى قراء مجلة بقية الله نقدم باقة من أزاهير عشق الأدباء..
* ممّا كتب في حق الإمام علي عليه السلام
- أصحيح يا سيدي أنهم بدل أن يختلفوا إليك اختلفوا فيك؟؟
فمنهم من فقدوك وما وجدوك...
ومنهم من فقدوك ثم وجدوك...
ومنهم من وجدوك ثم فقدوك...
أنه لعجب عجاب!!!.
أربعة عشر عموداً من أعمدة القرون بساعاتها وأيامها وسنينها، ذابت كما تذوب حبة الملح على كف المحيط، ولما يذب بعد حرف من حروف اسمك الكبير، فكيف لهؤلاء أن يفقدوك ولا يجدوك، أو يجدوك ثم يفقدوك؟؟ وبالسخرية القدر! حتى هؤلاء الذين وجدوك كيف تراهم حددوك؟؟.
إن الحرف، منطلق من بين شفتيك، أبى أن ينزل في نطاق، فكيف بك أنت إذ حددوك بشورى تنحيك عن إمارة أو بيعة تصلك بخلافة؟؟ وكيف تمكنوا من أن يحشروك في بداية ونهاية؟ فإذا أقماطك قميص عثمان، وإذا لك على كف ابن ملجم دثار الكفن.
وكيف وجدوا تلك المقاييس فأخذوا يتلهون بها عنك وراحوا يقيسونك بها؟.. فإذا أنت ربع القامة، عريض المنكبين.. وعيناك على دعج، وعنقك كإبريق فضة.. لك ساعدان مفتولان ليسا للسيف فقط بل حتى لاقتلاع المزاليج (مغالق الأبواب).
أهكذا نقشت على حدودك تخوماً وحوّط كيانك بسوار؟ وأنت أنت الوسيم، ليس لدعج في عينيك، بل للهب في بصيرتك.. ولا لبهاء في طلعتك، بل لصفاء في سريرتك ولا لغلظ في عنقك، بل لجبروت في شيمك.
وأنت أنت البطل صلب السيف والترس في كفيك، ليس لفتلة في زندك أو لعرض في منكبيك، بل لفيض رجح على أصغريك، ثم فاض على نهجيك.
لو أدرك الذين نقدوك، وحتى الذين وجدوك، إنك العملاق، ولو بقامة قصيرة، وأن وجهك ولو من لون التراب... هو من لون الشمس.. لما وصفوك، ولما صدّقوا حتى اليوم أنهم فقدوك.
من كلام الكاتب الأديب سليمان كتابي في كتاب "علي نبراس ومتراس".
* مما كتب في الإمام الحسن بن علي عليه السلام
أيها الإمام - يا أبا محمد - أيها التقي الذي مشى حافياً فوق الرماد، أيها السبط الذي ارتبطت به الأواصر، وانتهت إليه مفاصل الحقب، كأنك همزة الوصل بين ثقل وثقل، في حوملة تمتزج فيها البدايات بالنهايات.
أيها اللون الجديد المشرب بلون الورود المتدلية فوق الجدران العالية كأنها امتداد لبحور الجنان، تشرب الكوثر بدمع العين، وتفيض بك الملامح إلى حدود الرسالة التي لا يرتعش بها إلا ابن نبي.
أيها الأذن التي أصغت فغارت بها الأنغام إلى القصر الذي التهب بالصمت والوعد وفيض التمني.
وأخيراً، أيها المجتبى، أيجوز لي أن أقول - إذ اختصرتك بوصف - إني وصلت إليك؟
... كأنك طيف تخف خطواته مع كل دغشة نية تحلم بها المقاطع المارجة بأفواج الرياحين ربما يكون لي من هنا أن أكتشف شوق جدك العظيم إليك وهو يشمك ويقول: "أنت ريحانتي الندية، كأنك هكذا قد ولدت شعراً في باله".
* غلام وهشام
أصاب البادية جدب ومحل ثلاث سنوات متوالية في عهد هشام بن عبد الملك فقدم عليه جماعة منهم طلباً للرفد والعون ولما اجتمعوا به هابوا الكلام معه إلا شاب منهم عمره 16 سنة قال له: يا أمير، سن أذابت الشحم وسنة أذابت اللحم وسنة لم تترك شيئاً، وعندك فضل من مال، فإن كان لله فرَّقه على عباده المعوزين، وإن كان لهم فعلام تحبسه عنهم؟ وإن كان لك تصدق به عليهم فإن الله يجزي المتصدقين.
قال هشام: ما ترك الغلام لي واحدة وأمد لهم بمئة ألف دينار.
* قبس من أنوار القيادة
يروي آية الله إبراهيم أملي عن الإمام الخميني قدس سره عندما قام عملاء النظام البهلوي على المدرسة الفيضية، في ذلك اليوم كنت في المدرسة ورأيت أن الوضع غير عادي، فخرجت من وسط المجلس وذهبت لمنزل الإمام قدس سره حيث كان هناك بعض الطلبة، ولم تمضِ دقائق حتى دخل طالب جريح ليخبرنا عما حدث في المدرسة وكيف قامت المخابرات بقتل وجرح وضرب الطلبة، أحد الطلبة سأل الإمام أن يسمح له بإغلاق باب المنزل لئلا يتعرض لهجوم مفاجىء فأجاب الإمام فوراً: "لا، لا أجيز ذلك"، فقال له أحد أصدقائه: اقتراح لا بأس به لو تجيزون له بإغلاق الباب لأن إبقاءه مفتوحاً يعرض البيت لخطر الهجوم، فقال الإمام: "قلت لا، وإذا أصررتم على ذلك أخرج من البيت وأذهب إلى الشارع، أن تلك الضربات كان يجب أن تنزل على رأسي.. ضربوا الطلبة ثم أغلق باب بيتي؟؟ أي كلام هذا؟؟".
ثم قام الإمام متوضأ وصلى فينا جماعة في باحة المنزل وألقى فينا خطبة هزتنا من الأعماق ومن جملة قوله قدس سره: "هؤلاء قد أنهوا حفر قبورهم أيصير أن نحارب في مدرسة الإمام الصادق عليه السلام".