مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

خاطرة: دمُك تندّى.. مقاومة

خاصة بفاتح عهد الاستشهاديين الشهيد "أحمد قصير"
ندى بنجك


.. لم أعرفك..
لكنها ثورتك..
أحدوثة على مرِّ الأزمنة
تطوي المسافات الطِوال..
والأيام المُتْعبة
يَعرّج أصداؤها في السماء..
تسرّحُ المدى..
تذريه نسيمات..
حمِماً تجْمعهْ

هي حكاية
وليست مَرْحلةْ
تشرّع أبواب
القرى..
تسكن كل
بيت..
تُوقظ الأرواح
الموصدة..
تترنّم بها
الشفاه..

هي الأمسيةُ عند الموقدة..
اسألوا الأجداد.. يحكونها تنهيدة الدار العتيق..
ودعاء الألف عند عتبة..
هي حداء الأمهات..
والجدة في العيون النّاعِسةْ..
هي أنشودة الفلاحين مع ضربة معول..
وفرحة العائدين من حصاد الجن..


هي وردة في كل الدورب
نابتة
هي أغنية الجنوب..
تهمس بها الحارات..
في صبحة وعشيّته
حدّثي أنتِ.. يا كلَّ عاملة..
عن الذي تفجّر مقاومة.
عن الأرض التي.. يسكنها
العّزِ..
مُذْ ألقى على
أكتافها.. هامتهْ..
وعن المواسم
تقسم أنها..
توسم من بَلِيْلِ
ترْبته..

حدّثي عن الأيّام
تفترس دروبه.. علَّها تبصر خطوته..
اليوم
كل الوطن يدمع فَرْحتين..
الأولى حين يُنشدُ ذكره..
والثانية..

حين تسمع حكايته..
كان طفلاً.. يتوسّدُ الأحلام المورقة..
يتبع خطى الصبح على مهلٍ..
يلمّ أنفاس فراشتهْ..
يجولُ في البراري..
يقشّر البلوط وأعناق
الذرة..
وتمشّط أجفان النهر..
حبّات أصابعهْ..
تحنو إليه شجيرات
الكروم..
بين أوراقها ثمة
عصفور.. يهْوى حنوّهُ..
وهو عاشِقُهْ..

وتأتيه الشمس عند
الأصيل..

تمرغ على وجنتيه.. كي
تشرب من صفوِ حُمدته..
ويعود حاملاً إلى أمه..
حفنة بنفسج وحزمات
فرح أخضر..
ينام على أمان.
ليصبح..
بعد حين..
على وخز يهز عمره..
ويوجعهْ.
فما عادت الأرض أرض..
وما عاد الوطن وطن.
كل شيء صار ظلالاً مسجّىً ينزف
لأجل أرض ويندب على وطن.

ثمة مقاوم..
يمزق الأحلام المرصوفه على جفون العمر..

يبعثر الضحكات.. يخطف أيام الرغد
صار الفر رميماً
والدمع بيارق من غضب
صار النار نسيماً
والدخان مطر السحب
كل الزمن الأخضر تغيّر
كل يوم صار غفوة على مهد..
واستفاقة على سطو مجلد

هذا الوطن مِنْ رسْمِهِ تجرّد
مَنْ يُعيدُ تقاسيمه

مَنْ يَجْمع أشتات القرى المنثورة على المفارق
مَنْ يُرمّ نشوة الروح.. ويوقظ بسمات
الفجر وطلع الأزاهير فوق الربى.
من يجفّف أحزان الحقول المسلوبة
من يفكّ الحناجر المخنوقة..
من يمسّد رماد الكلمات المحروقة..
مَنْ يصنع أُمَّةْ..
ويصوغ الحياة بعد انكسارها..
مَنْ يكتب للوجود قافية لا تُغيّر..

مهلاً..
طفل الحساسين قد كبر..

صار فتًى لحيدر
تتجاذب أنفاسه خيوط النار..
تقطر كفّاه قمحاً..
وتطرّز للعطاء دفاتر.
تورق في صدره مشاتل الفقراء..
تتجمّع أغلالاً وبيادر.
ويُكبّد بصمت..
لكن ضوءه مئذنة..
يُطفىء كل الجراحات..
يُطمئن الأيام الصعبةْ
ألا استرحي يا أرض..
وانفضي "در قانون" ذاك التعب.

طفلك الذي كبّرته..
جاء

يلتفّ بلهيب اللهب
ينفخ على المتمرد فيستحيل إلى رمد
ويخلي ليل المدامِعْ..
قد تولّد الفتحُ..
مَنِ الصّانعْ؟؟..
هذا الذي اهتزّله المدى
ببرق جناح..
وأشرقت لعينيه شموس الكفاح
هذا الذي وتّد نهج الحسين
وحكى عصر النبوات..
يوم اقتحم
اقتحمت
وانبلج الصباح
ويا أيها المخبوء تكبيرة
في القِبب

أنت..
بظلاك كيف بعثرتنا
وبإِعصارك عُدتَ لملمتنا

أنت..
بنارك أحييتنا
لفحت الهجير
وأمطرت الشهب
أحمد..
السلام على دمك يوم
تندّى مقاومة..
وصار شمساً
أفولها لا يغبْ
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع