مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شباب: مشكلتي... خالفت أهلي

ديما جمعة فواز

السلام عليكم، اسمي ولاء وعمري 16 سنة، بدأتْ مشكلتي منذ بضعة أشهر، حين أقنعتني رفيقتي في المدرسة أن أخالف أوامر أبي الصارمة وأن أُقيم حساباً سرياً على صفحة الفايسبوك باسم مستعار. وهكذا بدأت القصة.. مع العلم أنني لم أوافق على صداقة أي شاب أو شخص لا أعرفه أو ليس من ضمن قائمة رفاقي في المدرسة. ولكن هناك فتاة في مثل عمري، لفتني اسمها الديني المميّز أو بالأحرى لقبها فوافقتُ على صداقتها، وكنّا ندردش في مسائل حياتية عامة وأحدّثها عن عائلتي ودراستي.. وكنت أُفاجأ من تفهّمها لأقوالي، خاصة وأنني وجدت العديد من الأمور المشتركة بيننا. فاعتبرتها صديقتي الحاضرة دوماً لتدردش معي.. المهم أنه تبيّن لي أن هذه الفتاة غير موجودة وهي من نسج خيال رفيقة السوء التي أقنعتني أن أقيم حساباً سرياً على الفايسبوك، وقد واجهتني بهذه الحقيقة حين تشاجرت معها.. لم أصدق في البداية ما تقوله، وظننتها اطّلعت سراً على رسائلي ولكني تأكدت من أختها أنها كانت تسخر مني طوال الوقت. أنا الآن مجروحة جداً وأشعر بالألم لأنني كنت عرضة لخدعة قبيحة وتمنيت لو أنني لم أجارها منذ البداية ولم أخالف أوامر أبي. ماذا أفعل؟ لقد أصبحت كل أسراري ملكاً لإنسانة محتالة. وأقسى ما أخشاه أن تخبر أمي أو أبي بحسابي السري فيفتضح أمري! ساعدوني.

الحل:

عزيزتي ولاء، بدايةً لا بد أن نشكر الله على افتضاح أمر تلك الفتاة قبل أن تثقي بها أكثر أو تخوضي معها في خصوصيّات حياتك أكثر.

ثانياً، يصادفنا في حياتنا العديد من المواقف التي تعلّمنا درساً ينبغي أن لا ننساه، وأهمّ درس عليكِ تعلّمه هو أن لا تنجرّي ثانيةً مع رفاق سوء وتهملي نصائح أهلك. لأنّ الصديق الذي ينصحك بمعارضة أبيك أو أمك سوف يغدر بك حتماً ولا يستحق صداقتك.

أما الدرس الذي لا يقلّ أهمية فهو أن تعلمي أنّ عالم الفايسبوك عالم افتراضي ووهمي لأننا أحياناً، ورغم إدراكنا لذلك، إلا أننا ننبهر بما يقدّمه لنا ونتناسى أننا نتعامل مع أسماء وهميّة وأشخاص لعلّهم غير موجودين فعلياً، والحمد لله أنك تعرّضت لخديعة من فتاة في صفك ومن عمرك وليست من شخصٍ طاعنٍ في السن؛ لأن القصص التي تتردّد عمَّن يتعرّضون للجرائم الإلكترونية محزنة بالفعل.

وأخيراً، لا تسمحي لتلك الفتاة بابتزازك، أغلقي الحساب السري، وانسي موضوع الفايسبوك، وصارحي أمك بما جرى معك، أخبريها عن مدى ندمك حتى لا تجد تلك الفتاة أي فرصة لتؤذيك، وتقبّلي عقاب أهلك مهما كان قاسياً فهم سيشعرون تماماً كما شعَرتِ.. بالغدر والألم.

عزيزتي ولاء، حين يصرّ أهلك على مبدأ معين، تأكدي أنه لصالحك وليس رفضهم لأن تقيمي صفحة على الفايسبوك عبثياً إنما لإدراكهم مدى براءتك وإمكانية تعرضك للخداع. وفي الختام، لا تثقي بأي شخص لمجرد أنّ بينكما قواسمَ مشتركة، فالثقة غالية ولا تُعطى إلّا لمن يستحقّها.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع