مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تغذية: حقيبة المجاهـد الغذائيـة

سارة الموسوي خزعل

يحتاج المجاهد الاهتمامَ بغذائه: نوعيّته وكميّته، كي تتحقّق له القدرة البدنيّة التي من خلالها يستطيع احتمال كافّة المتاعب والعوائق من برد، وحرّ، وقتال شديد، وحمل وركض وغيرها... فما هي الأغذية التي تساعده على بناء قوّته البدنيّة؟ وما هي الأطعمة التي يمكن الاحتفاظ بها والاستفادة منها في المراكز العسكريّة دون تعرّضها للتلف؟ وكيف يمكن أن تكون حقيبة المجاهد الغذائيّة خفيفة الحمل وكافية له؟

*قوّة المجاهد البدنيّة
تتحقق القوّة البدنيّة بثلاثة شروط هي:

1 - المحافظة على وزن سليم وصحّي، لأنّ الزيادة في الوزن تمنع الحركة السريعة، وتجعل صاحبها أكثر عُرضة للكسور عند أيّ عثرة.

2 - أن لا ينقصه أيّ من المعادن والفيتامينات، وهذا ما يجعله عرضة لمتاعب صحية، تعيقه عن عمله. فالنقص في الماغنيزيوم مثلاً، يؤدّي إلى: التشنّج في العضلات. والنقص في الفيتامين D والكالسيوم يؤدّي إلى: أوجاع في المفاصل والعظام. والنقص في الفيتامين C قد يؤدّي إلى: الخمول والجفاف وتشقّق البشرة.

3 - أن يكون رشيقاً يمارس الرياضة بانتظام ولا تنحصر حركته بالدورات التدريبيّة.

*حاجات المجاهد الغذائيّة
على المجاهد أن يحاول، قدر المستطاع، أن يكون متوازناً في غذائه، وتكون وجبته الغذائيّة مشتملة على أنواع مختلفة من الغذاء:

1 - النشويّات والحبوب ومنتجاتها:
مثل: الخبز، الكعك، المعكرونة، الأرز، القمح، الشعير والبطاطا...
النشويات هي المصدر الأكبر والأهم للطاقة عند المجاهد، وخاصّة الذي من مهامه المشي لساعات طويلة أو القتال أو الذي يحمل الأسلحة الثقيلة. فالنشويّات تُخزَّن على شكل سكّر في الكبد، وتمدّ المجاهد بطاقة طويلة الأمد عند الحاجة إليها، وتقلّل الإحساس بالجوع.

لذلك على المجاهد الذي سيقوم بجهدٍ بدنيّ أن يبادر إلى تناول وجبة غنيّة بالنشويّات (60 % تقريباً)، قبل ذلك بأربع ساعات، أو على مدى يومين أو ثلاثة، حتى يساعد الكبد على تخزين أكبر قدر من السكر الذي سيسعفه خلال فترة بذل الطاقة.

2 - البروتينات:

كاللّحوم ومنتجاتها (اللحوم الحمراء والبيضاء وغيرها)، البقول (الفول، العدس، الحمّص..)، بياض البيض، الحليب، الألبان والأجبان.. هذه البروتينات مهمّة لعمل العضلات وحركتها وحمايتها من التمزّق.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الزيادة في تناول البروتين ليس لها أيّ أثر في تقوية العضلات. لذلك على المجاهد السعي إلى تناول البروتينات بكميّات معتدلة، وأن تكون قليلة الدهون، كانتقاء اللحوم المنزوعة الدهن، الأسماك، الدواجن المنزوعة الجلد، وكذلك شيّ اللحوم وعدم قليِها بالزيت. أضف إلى ذلك تناول البقول التي هي مصدر جيد للبروتين وقليلة الدهون.

3 - الدهون:

توجد الدهون في: اللحوم والدواجن حتى المنزوعة الجلد، كل الأطعمة المقلّاة، المشتريات (كالتشيبس والشوكولا..)، الزيوت.

بالطبع إنّ الدهون مهمّة للأداء الرياضي، لكن باعتدال، لأنّ كثرتها تؤدّي إلى السمنة وتراكم الدهون في الأوعية الدمويّة، وهو أمرٌ غير محبّذ للمجاهدين.

4 - الماء:

إنّ ستة أكواب إلى ثمانية هي المعدّل الوسطي لحاجتنا من الماء يوميّاً، إلّا أنّه في حالات الجهد البدني، الطقس الحارّ، التعرّق الشديد، وبعض الأمراض، قد نحتاج إلى أكثر من ذلك.
فعندما يمارس الإنسان جهداً بدنيّاً، ترتفع حرارة جسمه، ووظيفة الماء هي تعديل حرارة الجسم. لذلك فإنّ تناول الماء بانتظام يحافظ على حرارة الجسم معتدلة.
كما يمكن إنعاش الجسم، إضافة إلى الماء، بالفاكهة والخضراوات المليئة بالسوائل، في حال توفّرها. خاصّةً أنّ الفواكه والخضار غنية بالفيتامينات (C وE وB). وتحتوي على الألياف التي تمنع الإمساك.

5 - الكافيين:

يُساعد الكافيين على حرق الدهون أثناء الرياضة وبالتالي الاحتفاظ بمخزون السكّر (Glycogen) لفترة أطول، وبالتالي زيادة المدّة الزمنيّة لتحمّل الجهد البدنيّ. ويساعد الكافيين على تقلّص العضلات بعد تمدّدها ويقلّل من التعب أثناء الحركة والجهد.

لذلك من المفيد تناول القهوة أو الشاي أو أي من السوائل الحاوية للكافيين باعتدال. أما مساوئه فإنه مدر للبول وهو ما يجعل بعض الأفراد يبتعد قدر الإمكان عن الكافيين أو يقلّل منه.

*أفـكـار لحـقـيـبـة المجاهد الغذائية
قد يقطع مسافات كبيرة سيراً على الأقدام، ولأن حقيبته قد تحوي متاعاً وأسلحة ثقيلة، فمن الضروري أن يتنبه إلى أن ينتقي من بين الأطعمة ما هو أخف وزناً وأقلّ حجماً، ليلبّي حاجاته الغذائية، ولذلك يمكنه اتباع الخطوات التالية:

1 - انتقِ من كل صنف من أصناف الأغذية المذكورة أعلاه (نشويات، بروتينات، سوائل،...) نوعاً أو أكثر حسب المدة الزمنية المتوقع بقاؤك فيها بدون إمداد، وبحسب القدرة على الحمل.

2 - انظر إلى الأغذية المغلفة بغلاف خفيف الوزن كالنايلون أو الكارتون، أو تلك المضغوطة (المسحوب منها الهواء). والابتعاد عن المعلبات ثقيلة الوزن.

3 - اجعل في حقيبتك أقراصاً مكملة، وظروفاً من البودرة الغذائية، والتي يضاف إليها الماء لتكوّن مشروباً بديلاً عن وجبة غذائية.

*نموذج لحقيبة غذائية

من النشويات: خبز، ذرة مكيسة، الأعواد المملحة (pretzels)، بسكويت...

من البروتينات: ترمس، علبة فول، علبة طون أو مرتديلا، مغلّف من حليب البودرة. علب صغيرة من الجبنة والزبدة والمربى.

من السوائل: قنينة ماء خاصة، علبة حليب سائل، ظرف عصير بودرة.

من الفواكه والخضار: كيس من الفواكه المجففة على أنواعها (تمر، مشمش، خوخ، زبيب...).

*حتى لا تتعرّض للتلف
بعض الأغذية يمكن تخزينها في المراكز العسكريّة، ويمكن أن تبقى لها القيمة الغذائية نفسها أو لا تتعرّض للتلف إذا لوحظ فيها بعض الخصائص كأن تكون:

1 - تتحمل درجات حرارة مرتفعة ومنخفضة معاً.
2 - تكون ذات رطوبة منخفضة، كي لا يصيبها العفن.
3 - تكون معلّبة أو مضغوطة.

هذه بعض الأفكار التي يمكن الاستفادة منها لتجهيز وعون المجاهد المسافر إلى الله.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع