نبيلة حمزي
يكون أحَدُنا في مطعم، فيسمع، دون مقدّمات، تلك الصّرخة الطالبة للعون والمساعدة من قبل أشخاص أصيب مَن بجانبهم بالشَّرقة. وخلال حضور غداء عائلي، يتجمّع بعض الناس فجأة على إحدى الأمّهات التي "غصَّ" طفلها الصغير عند بلعه بالخطأ لقطعة من الحلوى أثناء ركضه ولعبه مع بقية الأطفال. ما الذي بإمكانك فعله حينئذ، وبسرعة، لإنقاذ حياة هذا الرجل والطفل المتعرّضين لهذه المشكلة؟ بإمكانك فعل الكثير، إن كنت تعلم بالضبط تلك الخطوات السليمة لإسعاف حالات "اختناق الشرقة".
*ما هي حالة اختناق الشرقة؟
الذي يحصل في هذه الحالات هو وجود قطع من الطعام، وأجسام غريبة، في المجرى الذي يمر فيه الهواء أثناء رحلة ذهابه إلى الرئة عبر منطقة الحلق. فلا يبقى مجال للهواء كي يصل إلى الرئة أو يخرج منها بسهولة نظراً لوجود هذا الجسم الغريب.
أما عوارض حالة اختناق الشرقة، فهي:
1 - عدم القدرة على الكلام.
2 - صعوبة في التنفس.
3 - عدم القدرة على السعال بقوة.
4 - فقدان الوعي.
*الإسعافات الأوّليّة
خطوات الإسعاف للإنسان البالغ عند حصول اختناق الشرقة:
لا بدّ من اتخاذ خطوات إسعاف لازمة أوّليّة للإنسان البالغ عند حصول اختناق الشرقة؛ ذلك أن الشخص البالغ إما أن يكون واعياً، أو داخلاً في مرحلةٍ من اللاوعي نتيجةً لطول مدة الاختناق. وفي الحالتين، عليك أن تسأل الشخص عمّا يشعر به، والغاية من السؤال تقييم مدى وعيه وقدرته على الحديث.
فإذا تمكّن الشخص من الإجابة يتّضح من ذلك أن بإمكانه التنفس، وأن الجسم الغريب من غير المُحتمل أن يكون قد تسبّب له بمشاكل خطيرة. ولكن لا بد حينئذٍ من مراقبته، وإعطائه شيئاً من الماء للتأكد من قدرته على بلعه والتنفس بسهولة.
أما في حال لم يتمكّن الشخص من الإجابة عن سؤالك، فقم سريعاً بالضرب خمس ضربات بمؤخر اليد على ظهر المُصاب في المنطقة ما بين الكتفين.
*شرقة الطفل
إذا ما اختنق الطفل الرضيع، وغالباً يكون ذلك بتناول أشياء صغيرة، كالعملات المعدنية أو أزرار الملابس أو قطع الألعاب أو الفشار أو غيرها، مما يجده على الأرض ويلتقطه لكي يضعه مباشرة في فمه، فإنْ سد مجرى النفس يُمثل ذلك خطورة على حياته. ودماغ الطفل الرضيع يتأثّر سريعاً بتوقّف التنفس وعدم تزويده بالأوكسجين، وتحديداً بعد أربع دقائق من حصول ذلك. ولذا فإنّ التصرف الإسعافي السريع والسليم مهم في هذه الحالة.
* عوارض اختناق الطفل
1 - يفقد الطفل القدرة على البكاء والصراخ بصوت عال قد اعتاد عليه.
2 - خروج صوت صفير حاد النغمة حين الشهيق أثناء عملية التنفس.
3 - صعوبات واضحة في إتمام التنفس.
4 - تغيُّر لون الأظافر والجلد والشفاه إلى اللون الأزرق.
* فقدان الوعي
حينما يصرخ الطفل الرضيع أو يسعل، عليك بمراقبته؛ لأن السعال والصراخ سيُساعدانه على إخراج ما علق في حلقه. فلا تتدخّل، بل كن بجنبه وراقبه وكن جاهزاً لمساعدته متى ما توقف عن السعال أو الصراخ. أما إن كان الطفل لا يسعل ولا يصرخ، فعليك بالقيام بما يلي:
1 - ضع الطفل ممدداً وبطنه إلى الأسفل على كامل ساعد اليد اليُسرى، بحيث يكون رأسه مقابلاً لنهايات كف اليد اليُسرى. وضع صدره على راحة كفك اليسرى، وأمسك فكه السفلي بأصابعك. وتأكد من وضع الطفل في هذا الوضع المُريح لك لمساعدته.
2 - بعدها قم بدفع الظهر في منطقة ما بين كتفيه، بضربات خمس متتالية باستخدامك بمؤخر كف يدك اليُمنى.
شكرا
محمد
2015-10-04 21:34:15
جزاكم الله خيرا على المعلومات القيمة، كنت أعرف بعضها لكنكم نورتموني بالمزيد شكرا لكم