مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نصوص تراثية: محاسبة النفس



*الشيخ الكفعمي
العلامة الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي من أعلام القرن التاسع الهجري، وسُمّي الكفعمي: نسبة إلى قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت.
توفي في أواخر القرن التاسع، ودفن في قرية جبشيت من قرى جبل عامل.
ويروى أن رجلاً كان يحرث، فعلقت فأسه بصخرة فانقلعت، فظهر من تحتها الكفعمي بكفنه غضّاً طرياً، فرفع رأسه من القبر كالمدهوش والتفت يميناً وشمالاً، وقال: هل قامت القيامة؟ ورُوي أنه وُجد مكتوباً على تلك الصخرة: "هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله".
ولا غرابة أن يجعل الله هذه الكرامة للشيخ الكفعمي ليبين فضله للناس.
له يد طولى في أنواع العلوم ولا سيما العربية والأدب وجمع الأخبار. وله العديد من المؤلفات منها: جنّة الأمان الواقية وجنّة الإيمان الباقية والمعروف بـ: "مصباح الكفعمي"، وله كتاب "محاسبة النفس اللوَّامة وتنبيه الروح النوّامة". ومن هذا الكتاب نختار نصوصاً تخاطب النفس وتعظها بلسان رقيق.

*النهي عن تضييع العمر
يا نفس! احزمي أمرك، فما لك بضاعة إلّا عمرك، فلا تفنيه في مآربك، ولذّاتك ومطالبك، لأنه إذا فني رأس المال حصلت الخسارة، ووقع اليأس عن التجارة.

إذا كنت أعلم علماً يقيناً بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنيناً بها وأجعلها في صلاح وطاعة


يا نفس!
وهذا يوم جديد، وهو عليك شهيد، فاعملي فيه لله بطاعته، وإياك إياك من إضاعته، فإن كل نفس من الأنفاس، وحاسة من الحواس، جوهرة عظيمة، ليس لها من قيمة.

أولى الذخائر في الحماية والرعاية والحراسة
عمر الفتى فهو النهاية في الجلالة والنفاسة
وحذار من تضييعه إن كنت من أهل الكياسة


يا نفس!
إن اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة، فاشتغلي فيها بالطاعة، فقد ورد في الخبر، عن سيد البشر: أنه ينشر للعبد كل يوم أربع وعشرون خزانة، بعضها فارغة وبعضها ملآنة: فإذا فتحت له خزانة الحسنات، والمراضي والمثوبات، ناله من الفرح والسرور، ما لو وزع على أهل النار، لأدهشهم ذلك الفرح عن ألم السعار. وإن فتحت له خزانة العصيان، والغيبة والبهتان، غشاه من نتنها وظلامها، وأصابه من شرها وآلامها، ما لو قسم على أهل النعيم، لنغص عليهم التنعيم. وإن فتحت الفارغة من الأعمال، الموصوفة بالتكاسل والإهمال، لحقه الحزن العظيم، على خلوها من الثواب الدائم المقيم.

يا نفس! فاملئي تلك الساعات من الحسنات، واشحنيها بما شق من العبادات والقربات، ولا تميلي إلى الكسل والاستراحة، فما ملأ الراحة من استوطأ الراحة.
وهب كنت مسيئة قد عفي عن جريرتك، وستر على سريرتك، أليس قد فاتك ثواب المحسنين، ودرجات الأبرار في عليين؟!

*النهي عن المعصية
يا نفس! إن كنت في معصية الله ممن يعلم اطلاعه، فلقد اجترأت على أمر عظيم الشناعة، لجعلك إياه أهون الناظرين، وأخف المطلعين، وإن كنت تظنين أنه لا يراك، فلقد كفرت بمولاك.

يا نفس!
أترين لو أن أحداً من جلسائك، عاملك بما تكرهينه، لقلّمت منه الأظفار، وأحللت به دار البوار فبأي جسارة تتعرضين لمقت الله وعذابه، وشدة نكاله وعقابه؟ وقربي إصبعك من الحميم، إن ألفاك البطر عن النظر في عقابه الأليم.

يا نفس!
ويحك بل ويلك من العذاب، كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب، أتظنين أنك إذا مت انفلت، وإذا حشرت رددت؟! هيهات هيهات، كل ما توعدين لآت.

ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شيء


يا نفس! إن لكل حسنة ثواباً، ولكل سيئة عقاباً، وإنه لا بدّ لك في قبرك من قرين، فإن كان صالحاً فبه تستأنسين، وإن كان طالحاً فمنه تستوحشين.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع