مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

من وصيّة الإمام الصادق عليه السلام لابن جندب




يا بن جندب حق على كلّ مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كلّ يوم وليلة على نفسه فيكون محاسباً نفسه فإن رأى حسنة استزاد منها وإن رأى سيئة استغفر منها.
طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها. طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها. طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة.

يا بن جندب من غشّ أخاه وحقّره وناواه جعل الله النار مأواه ومن حسد مؤمناً إنماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

يا بن جندب الماشي في حاجة أخي كالساعي بين الصفا والمروة وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله وما عذب الله أمّة إلاّ عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم.

يا بن جندب بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال ولايتنا إلاّ بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله وليس من شيعتنا من يظلم الناس. يا بن جندب من حرّم نفسه كسب فإنّما يجمع لغيره ومن أطاع لهواه فقد أطاع عدوّه ومن يثق بالله يكفه ما أهمّه من أمر دنياه وآخرته ويحفظ له ما غاب عنه، وقد عجز من لم يعد لكلّ بلاء صبراً ولكلّ نعمة شكراً ولكلّ عسر يسراً. صبر نفسك عند كلّ بلية في ولد أو مال أو رزية فإنّما يقبض عاريته ويأخذ هبته ليبلو فيها صبرك وشكرك وأرج الله رجاءً لا يجرئك على معصيته وخَفْهُ خوفاً لا يؤيسك من رحمته وأقنع بما قسم الله لك.
ولا تتمنَ ما لست تناله ولا تكن بطراً في الغنى ولا جزعاً في الفقر، ولا تكن فظاً غليظاً يكره الناس قربك ولا تكن واهياً يحقرك من عرفك ولا تشارّ من فوقك ولا تسخر بمن هو دونك ولا تطع السفهاء ولا تتكلّف على كفاية أحد.
 

وقف عند كلّ أمر حتّى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم واجعل نفسك عدواً تجاهده وعارية تردها فإنّك قد جعلت طبيب نفسك وعرفت آية الصحّة وبين لك الداء ودللت على الدواء وإن كانت لك يد عند إنسان فلا تفسدها بكثرة المنن والذكر لها ولكن اتبعها بأفضل منها فإنّ ذلك أجمل بك في أخلاقك وأوجب للثواب في آخرتك.
وعليك بالصمت تعد عليماً جاهلاً كنت أو عالماً فإنّ الصمت زين لك عند العلماء وستر لك عند الجهال.
 

طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه ولا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب وانظروا في عيوبكم كهيئة العبد. إنّما الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا المبتلى واحمدوا الله على العافية.
يا بن جندب وصل من قطعك وأعطِ من حرمك وأحسن إلى من أساء إليك وسلّم على من سبّك وأنصف من خاصمك واعف عمّن ظلمك كما أنّك تحب أن يعفى عنك فاعتبر بعفو الله عنك ألا ترى أنّ شمسه أشرفت على الأبرار والفجّار وإنّ مطره ينزل على الصالحين والخاطئين.
 

يا بن جندب لا تتصدّق على أعين الناس ليزكوك فإنّك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك فإنّ الذي تتصدّق له سراً يجزيك علانية.
وما ينبغي لأحد أن يطمع بعمل الفجار في منازل الأبرار يا بن جندب قال الله عزّ وجل في بعض ما أوحى إنّما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي ويقعد نهاره بذكري ولا يتعظّم على خلقي ويطعم الجائع ويكسو العاري ويرحم المصاب ويؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أكلؤه بعزّتي واستحفظه ملائكتي يدعوني فألبيه ويسألني فأعطيه.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع