مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: شرائط استجابة الدعاء


كيف يكون الدعاء؟ ما هي شرائطه؟ ما هي صفات الداعي؟ وهل كلّ دعاء يدعو به الإنسان مستجاب؟ أم أنّ له آداباً وشروطاً ومقدّمات ينبغي مراعاتها، حتّى تتحقّق الغاية منه، ويصبح مؤهّلاً لاستجابة الله له؟
هذا ما سنعرض له في حلقتنا هذه، المخصّصة للكلام عن شرائط استجابة الدعاء، وهذه هي:

 

1- المعرفة:
أوّل شرط من شرائط استجابة الدعاء هو المعرفة التامّة بالله تعالى، ومعرفة أنّه تعالى هو الله يقبض الرزق ويبسطه، وهو الذي يضرّ وينفع، وهو الذي بيده كلّ شيء وهو على كلّ شيء قدير. فإذا ما تحصّلت لدى المرء هكذا معرفة بالله تعالى، فقد استوجب استجابة دعائه. قال قوم للإمام الصادق عليه السلام:"ما بالنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟ قال: لأنّكم تدعون من لا تعرفونه". إذ لا يصحّ أبداً من المرء أن يدعو أحداً وهو جاهل بحاله، أهو كريم أم بخيل، سيد أم عبد، فقير أم غني، عالم أم جاهل، ضار أم نافع، فإذا ما عرف أنّ الله سبحانه فيه كلّ صفات الجلال والجمال، وهو القادر على كلّ شيء، دعاه. فقد جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: "يقول الله عزّ وجل: من سألني وهو يعلم أنّي أضرّ وأنفع، أستجيب له".

2- العمل بما تقتضيه المعرفة:
وليس المقصود بالمعرفة، المعرفة النظرية المجرّدة فحسب، كأن نعرف التوحيد وأسماء الله وصفاته وأنّه عادل وما إلى ذلك، بل لا بدّ، إلى جانب ذلك، من العمل بما تقتضيه هذه المعرفة. وهنا يكفي القليل من الدعاء ليؤتي أكله وثماره.
جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: "يكفي من الدعاء مع البرّ ما يكفي الطعام من الملح". وقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى ضرورة العمل بما تقتضيه المعرفة حين سئل عن قول الله تعالى: ﴿أدعوني أستجب لكم فما بالنا ندعو فلا نُجاب؟ أولها أنّكم عرفتم الله، فلم تؤدّوا حقّه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئاً.. فأيّ دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟
هذا وقد أجاب الإمام الصادق عليه الصلاة و السلام على هذا السؤال بقوله: لأنّكم لا تفون لله بعهده، وأنّ الله يقول: "أوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم" والله لو وفيتم لله لأوفى لكم.

3- طيب المكسب:
لطيب المكسب أهمية كبيرة في استجابة الدعاء، في الروايات الإسلامية، حيث أنّه يؤثّر في الإسراع في الإجابة، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "من أحبّ ان يستجاب دعاؤه فليطيب مطعمه ومكسبه".
كما أنّ خبث المطعم وحرمة المكسب، يؤديان إلى عدم استجابة الدعاء، وأنّ اللقمة الواحدة من الحرام تمنع قبول الدعاء لمدّة أربعين يوماً. فعن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: "أطب كسبك تُسْتَجَب دعوتك، فإنّ الرجل يرفع اللقمة إلى فمه حراماً، فما يستجاب له أربعين يوماً".

4- حضور القلب:
ويكاد يكون هذا الشرط الأهم من بين الشروط، وذلك لوجوب الانتباه والإلتفات وحضور القلب مع الله ولديه حين الدعاء، وإن كان من غير المعقول لأحدنا أن نكلّم شخصاً وهو عنه لاهٍ، فكيف بنا نكلّم ربّ العزّة ونحن معرضون عنه بقلوبنا وأفكارنا وجوارحنا؟
 

جاء عن الإمام الصادق عليه السلام:"أنّ الله عزّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلب ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك، ثمّ استيقن بالإجابة". وعنه عليه الصلاة و السلام: "إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك، فدونك دونك فقد قصد قصدك". كما ورد عنه عليه السلام الأمر بالدعاء، عند الرقة، وذلك لعدم رقّة القلب إلاّ عند الإخلاص فقال: "إذا رقّ أحدكم فليدعُ فإنّ القلب لا يرق إلاّ عند الإخلاص".
وأخيراً، جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله:"اغتنموا الدعاء عند الرقّة فإنّها رحمة".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع