يطل علينا هذه الأيام شهر شعبان المبارك حاملاً معه الخير كل الخير، ولا عجب أن سماه الله تعالى شعبان لتشعب الخيرات فيه، كما روي عن أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام ونحن نشهد فيه مناسبات عظيمة تعتبر بحق " أيام الله" العظيمة.
ففي الثالث منه كانت ولادة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، وهو سبط رسول الله وريحانته في الدنيا والآخرة.
وفي الرابع منه ولادة أبي الفضل العباس عليه السلام ذلك العبد الصالح المطيع لله ولرسوله، والمدافع عن إمامه وأخيه إلى آخر رمق من حياته. ولقد كان اختار يوم ولادته يوماً للجريح أقل وفاء لجراحاته البليغة في سبيل الإسلام.
وفي الخامس منه أيضاً كانت ولادة الإمام زين العابدين عليه السلام على المشهور، وهو يوم الأسير لما لاقاه عليه السلام من ظلم واضطهاد، وخاصة في رحلة الأسر الكربلائية.
أما الخامس عشر من هذا الشهر الشريف، ففيه أشرقت الأرض بنور ربها وآذنت بأفول نجم الظالمين والمستكبرين وطلوع شمس الأحرار والمستضعفين، فكان " يوم المستضعفين" في ذكرى ولادة بقية الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
وليست عنا ببعيد ذكرى ولادة نبي الله عيسى عليه السلام في الخامس والعشرين من كانون الأول، كما هو مشهور بين الناس، الذي سيكون الوزير والسند للمهدي المنتظرعجل الله في يوم ظهوره الميمون.
ولئن اختلطت أفراحنا بالأحزان، بافتقاد المرجع الكبير آية الله العظمى الأراكي، فإن في وجود القائد الخامنئي المعظم أحسن العزاء للأمة الكليمة والمفجوعة.
ونحن بدورنا ندعوكم لبلسمة جراح للكلومين والدعاء للأسرى والمعذبين وإحياء المناسبات العطرة فإنه "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
وإلى اللقاء