* الأطعمة البرية
وهي الأطعمة غير البحرية والمشتملة على لحوم الحيوانات والطيور، والنباتات.
* الأنعام
قال تعالى: ﴿والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون﴾ النحل/5 و﴿أن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون﴾ المؤمنون/21 وتعتبر الحيوانات الأهلية من المسلّم حيتها: فالبقر والجاموس والإبل والغنم والماعز، حيوانات لا شك في حليتها ويحل أيضاً أكل لحوم الخيل والبغال والحمير إلا أنها مكروهة وقد سئل الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام عن الخيل والبغال والحمير فقال: حلال، ولكن الناس يعافونها.
أما الحيوانات البرية المحللة فهي الغزلان، والبقر والغنم البري، والماعز، والحمير الوحشي.
الحيوانات الأهلية المحرمة قال تعالى: ﴿ويحرم عليهم الخبائث﴾ الأعراف/156. والخبائث هي الأشياء المحرمة والتي لم تحرم إلا بسبب خبثها. ومنها هذه الحيوانات: الكلب والخنزير "لنجاستهما" أما القطط فليست نجسة إلا إنها محرمة لأن لها ظفراً وناباً فعن الإمام الصادق عليه الصلاة و السلام إنه قال: "كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير فهو حرام". أما المحرم من الحيوانات البرية فهو الأسد والنمر والفهد والذئب والضبع وابن آوى، والثعلب والسنجاب ومن الحيوانات المحرمة أيضاً المسوخ كالفيل والدب، والخنزير والقرد والأرنب والوطواط.
وأيضاً الحشرات هي الأخرى محرمة وليس منها الجراد فإنها حلال.
* ما يحرم من الذبيحة
بعد التذكية تصبح الذبيحة محللة عدا بعض الأشياء وهي: الطحال. المثانة "وهي تجمع البول"، المرارة، الدرن "وهي معروفة لدى الجزارين" قضيب الذكر وبيضتاه، وفرج أنثاه، دودة الظهر "وتسمى السلاسل" وهي موجودة في فقرات الظهر والمشحية وهي موضع الولد في رحم أنثى الحيوان، العلباوان وهما عصبتان عريضتان لونهما أصفر ممتدان على الظهر من الرقبة إلى الذنب "معروفتان لدى القصابين"، خرزة الدماغ. وهي حبة بحجم الحمص تكون في وسط الدماغ غبراء اللون مختلفة قليلاً عن لون المخ، حدقة العين "الجزء الملون من العين" أما ما يكره فهو لكل الكلى والتجويفين الأيمن والأيسر من القلب، الدم عدا ما يتبقى بمقدار بسيط مع اللحم بعد النزف.
* كيف يصبح الحيوان حلالاً
لقد عرفنا سابقاً أن السمك لا يصبح حلالاً إلا بالتذكية ومعنى التذكية هو أن الحيوان استكمل شروطه للحلية، فتذكية كل الحيوانات غير البحرية حتى الطيور بالذبح أما الإبل فإنها تذكى بنحرها في منحرها "اللبة" أما الجراد فيكفي التقاطه حياً.
شروط الذبح: يشترط لذلك عدة أمور:
الأول: أن يكون الذابح مسلماً أو مسلمة، ويصح ذبح الأطفال.
الثاني: أن يذكر اسم الله حين الذبح، وإذا نسي أن يسمي فلا تحرم الذبيحة.
الثالث: أن يوجه بطن الذبيحة ويديها ورجليها باتجاه القبلة، ولا إشكال إذا نسي توجيهها.
الرابع: أن يتم الذبح بالحديد الحاد، فلا يجوز بالريش أو حجر الصوان أو الزجاج أو غير ذلك.
الخامس: قطع الأوداج الأربعة التي في الرقبة وهي:
1- مجرى الهواء "القصبة الهوائية".
2- ممر الطعام "المريء" الودجان على جانبي الرقبة "مجاري الدم" يقوم الذابح- بشكل متتابع بالحز من أعلى الرقبة ومن تحت الجوزة بحيث تبقى الجوزة مع الرأس. فيحز العروق الأربعة، أو الأوداج الأربعة، لا فرق في المقصود.
ويفترض أن يتم الذبح من الجهة الأمامية لا من القفا، ويجب الاكتفاء بقطع الأوداج الأربعة وعدم قطع الرأس، لكي تبقى الذبيحة تنزف حتى تموت.
السادس: خروج الدم بالمقدار المعروف، أما المقدار البسيط الذي يبقي في الذبيحة فلا مانع منه.
السابع: تحريك الحيوان المذبوح بعد الذبح ولو حر كة بسيطة.
*آداب الذباحة
من المستحبات عند الذباحة ربط إحدى يدي الغنم مع إحدى رجليه، أما البقر فيستحب ربط جميع رجليه ويديه. ويستحب أن يعرض على الذبيحة ماءً لتشرب ويستحب أن يحد الذابح شفرته وأن لا يبطئ في الذبح ليخفف عذاب الذبيحة.
ويكره أن يظهر الذباح سكينه، أو يذبح حيواناً أمام آخر مثله.
* بيع اللحامين
يجب على كل لحام أن يتعرف على أحكام البيع منعاً من الوقوع في الحرام، وهنا نذكر بعض أمور لا بد منها: لا يجوز للحام بيع اللحوم من حيوان مريض لأن ذلك يجلب الضرر الصحي على الزبائن. أما إذا كان يعرف أن لحم هذه البقرة مثلاً قد يؤدي إلى المرض أو الموت فلا يجوز له البيع، وهو بالإضافة إلى إنه يعتبر قد ارتكب جريمة فإن عليه الضمان المالي للمتضرر أن وقع المتضرر. كما أن المال الذي يأخذه ثمناً للحم المباع يعتبر محرماً ويجب الإرجاع للمتضررين، بل يجب إرجاعه إلى المشترين وإن لم يتضرروا لأن اللحم المريض، أو الملون بنسبة من الإشعاع النووي المهدد للصحة مثلاً لا يجوز بيعه.
ثانياً: يجوز أن يبيع اللحام شيئاً من اليوم السابق على أنه طازج، كما لا يجوز أن يضع لحماً من الرديء غفلة عن عين المشتري مثلاً بمقدار لا يرضى به الزبون عادة.
نعم يحق للحام أن يقول للزبائن أن لا أستطيع مثلاً أنا أبيع اللحم إلا مع الشحم هكذا..
ثالثاً: لا يجوز أن يبيع اللحام أي شيء من محرمات الذبيحة كدودة الظهر أو ما يسمى في بلادنا بالسلاسل أو الطحال أو الخصيتين وغيرها.
مسألة ملحقة: ينبغي على المكلين الالتفات إلى أن شراء اللحوم من غير المسلم غير جائز حتى لو قال: إنني أشتري اللحم من مسلخ المسلمين، لأن كلام غير المسلم غير كافٍ.
* فرو الحيوانات
الفرو والجلد من الأشياء التي تدخل منها إلى بلادنا أنواع مختلفة لذلك لا بد من توضيح بعض المسائل.
قد يسأل سائل: نحن نعلم طبعاً أن الكلب والخنزير من الحيوانات النجسة العين ولا يمكن أن تطهر، ولكن هل يمكن أن يكون فرو الحيوانات الأخرى طاهراً؟ الجواب: هناك فرو ليس من الحيوان بل هو مُصنّع من مواد كيميائية أو غيرها وهذا طاهر بالتأكيد. أما الجلد أو الفرو الحيواني الأصلي الموجود في السوق سوق المسلمين والجلد أو الفرو غير معروف المصدر فهو طاهر "لأنه من سوق المسلمين" أما إذا كان معلوماً بأنه من مصادر أجنبية فهو نجس، ونقصد بالأجنبية الجهات غير الإسلامية. إلا إذا كان يحتمل أن البائع ممن يهتم بطهارة ما يشتريه عادة، فالفرو والجلد من عنده يعتبر طاهراً من دون حاجة إلى السؤال.
* تابعوا في العدد القادم الحديث عن أحكام الطيور والصيد وبعض المسائل الملحقة بأحكام الأطعمة.