نادوا حسيناً وناداهم إلى شممٍ
من الكرامات لبوْه شواهينا
وعلمونا نلاقي الموتَ نعشقُه
نشمه في الوغى ورداً ونسرينا
لا تعجَبَنَّ فهذا النصر في بلدي
يشعُّ من صُنْعِ أيديهم وأيدينا
أمَّ الشهيد زغردي في يوم ولادته. العريس آتٍ يرفل بثوب الشهادة، متوّجاً بالنجيع الأحمر أوسمة على صدره.
مرفوعاً على هامات الرفاق، والعرس يبدأ من جديد بما يليق بتضحياته.
زغردي فاليوم بِدْء حياته ولك في الحسين أسوةٌ حسنة.
واعلمي أنه رحل في زمن تصغر فيه كل الكلمات أمام عظمة التضحيات.
هذا زمن يكبر فيه الشرفاء وهم كبار، ويصغر فيه المتخاذلون وهم صغار.
هذا زمن يخلّد فيه الشهداء وهم خالدون، ويسمو فيه المجاهدون.
فكل الإكبار إلى كل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن تراب الوطن، وشرف الأمة، وإلى كل من كان عباساً لزينب، والذين ما زالوا ينتظرون ليحظوْا بشرف الشهادة عند حدود كربلاء التي نعيشها في مواجهة أعداء الدين والإنسانية.
كربلاء نموذج يحتذى به شرفاً، تضحيةً، فداءً، عزةً وكرامة حيث إنها صرخة حق لا يعمل به، في وجه باطلٍ لا يتناهى عنه.
كربلاء، رجال باعوا جماجمهم لله من أجل نصرة الدين والحياة لأن الحياة في استشهادهم.
ومخطئ من يظن أن كربلاء بكل ما فيها من فكرٍ وفلسفة وقدسية إلهية ومعجزة تاريخية تنتهي عند حدود هذه المجالس العاشورائية.
تبقى كربلاء نهج التقى والعدالة الإنسانية ويبقى شهداؤها منارة الحرية إلى الحرية.
أيها الشهيد..
وأنت ما أنت إلا فارسٌ بطل
تشوقُه نخوةٌ جذلى فيستعرُ
ساقوا عليه الردى حقداً فعلّمهم
كيف الطريق إلى الجنّاتِ تُختصرُ
محمود دبوق