مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: لتطُف حولنا ... سكينةٌ من ربّنا

نهى عبد الله

بدا متوتراً وهو يتناول حبّتين من مهدىء الأعصاب، فيما حاولت يدُه المرتجفة إشعال "سيجارة" أخرى بعد التي أطفأها للتوّ. لم تكن حالة الرجل الخمسيني المتوتر هذه ما أربك ركاب الحافلة وهم في طريقهم لمزاولة أعمالهم اليومية، بل كانت عيناه الخائفتان وتصفحه وجوههم باتهام ملحوظ ، بأن كلاً منهم قد يكون مصدر خطر عليه.

لاحظ شاب حالة الرجل المذعور، تقرّب منه قليلاً، وألقى عليه السلام. وبينما كان يحاول فتح حديث ودّي معه، سُمعت طلقات نارية قريبة. انتفض الرجل فجأة محاولاً إخفاء رأسه في سترته، وبدأ بالصراخ.... حاول الشاب تسكين روعه تدريجياً حتى هدأ قليلاً، قرأ على مسمعه آية الكرسي، وآيات الحفظ، وبادره بالسؤال: "كانت طلقات بعيدة، والإخوة يقومون بواجبهم ويبذلون جهدهم لحمياتنا، والله من فوقهم معنا، فلمَ هذا الخوف؟" صرخ الرجل بذعر: "لا أريد أن أموت بانفجار أو حادث... الأمر مريع...". تحدث كثيراً وتقطعت كلماته... قاطعه طفل صغير في الحافلة: "لكنك الآن كدت تقتلنا بصراخك.. أرعبتنا أكثر من الرصاص".

كان الجميع ينظر إلى الرجل بلوم وعتب... وشفقة، فهم الذين عاشوا مواجهات وأشكال مقاومة وممانعة متنوعة ومختلفة... صرخ فيهم: "والأكياس الرملية وحواجز الاسمنت التي تملأ الشوارع... الحواجز العسكرية...أهذه حياة؟" أجابته سيدة: "إنها لحمايتنا... كيف سينصرنا الله إن لم نكن من الصابرين؟!"... بقي يردد أنه لا يريد أن يموت في انفجار... فجأة دوى صوتٌ قوي وتمايلت الحافلة بشدة.. لحظات حتى تمكن السائق من السيطرة عليها وأوقفها... ضحك، فالانفجار المزعوم كان في إطار الحافلة فقط. الجميع حمد الله باستثناء الرجل المذعور الذي أصابتهُ نوبةٌ قلبيّةٌ كادت تودي بحياته... لا لشيءٍ سوى انفجار إطار.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع