يا قرة عين الرسول يا سيدتنا ومولاتنا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهةً عند الله اشفعي لنا عند الله.
السلام عليك يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، سلامي لضلعك المكسور، سلامي لوجهك حين الغروب، السلام على صلاتك الأخيرة، السلام على دعائك الأخير، السلام على نظراتك الأخيرة..
إن الذين يبدلون التراب إلى الكيمياء
هل يستطيعون أن يلقوا طرفة نظر علينا؟
إنّ ألمي يكمن في أنني أدّعي الطبابة
الذي يداوي من بيته الغائب
يا سيدة العالم، أخجل من أني سمعت كثيراً وقرأت ولكني الآن لم أعد أتحمل سماع مناجاة علي عليه السلام من فوق مخدع رأسك وأبكي بشدة وخوف من سماعها.
ما كان ينشده هناك وحيداً في منتصف ليل استشهادك بحرقة ولوعة وألم...
أيتها الغيوم، ابكي معي لأنني الليلة أنا أكثر الناس وحدةً
انكسرت مرآتي ولم يعد هناك أحد
لكي أجلس معه وأحدثه عن أوجاع قلبي
ومن الآن وصاعداً أنا المتعب الوحيد
ابتليت بلوعة فقدها الحارة
ألم تكوني أنتِ المؤنس لأوجاعي؟
لماذا لم تبقي معي؟
الآن وحيث تذهبين إلى أبيك المصطفى
أوصلي سلامي إلى رياض روحه
إذا سألك لِمَ لمْ يأتِ
قولي له إن هناك طوقاً على رقبته
يا بنت النبوة، يا شمعة الولاية، يا أم الإمامة، إننا ضائعون كثيراً، في الحياة التي كل لحظة فيها هي انتظار، الويل لآخر لحظة حيث لا نملك شيئاً في زادنا وكأننا أصلاً لم نسمع صوت زوجك وعزيزك الذي قال: "جهزوا أنفسكم".
يا أمنا لا أحد غيرك يعرف وجعنا وإذا عرفه فلا يعرف علاجه.
يا أمي الكبيرة، يا أم الإنسانية، يا حبيبة الله، أقسم أني لا أرغب في شيء سوى أن تُبقي على هذه الحالة المعنوية في روحي.
ابنكِ هاشم