﴿والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾
إن الله خلق الإنسان، فخيّره بين خطين، خط واسع وعريض جداً ولكن نهايته لا يرضى عنه الله وخط أرفع من حد السيف وطويل وشاق ومن الصعب سلكه، كما وقال سبحانه وتعالى: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾.
فمن وحي هذه السورة نرى أن الذين بايعوا الشيطان وغرتهم المزايا الدنيوية، غارقون في بحر الفسق والفجور لا يأبهون لمن سيستقبلهم عند حافة القبر، ومن رؤية ثانية نرى الذين ما عرفوا لحظات الراحة إلا وهم يدكون عروش الكفر لحماية السنبلة التي جذورها أهل البيت التي أطعمت المسلمين حبات قمح مملوءة بالعشق والمبايعة لله.
من هنا أوصي المسلمين باتباع الخط الذي خطه لنا سيد الشهداء فرعته عناية الله وحرسه جبرائيل عليه السلام والملائكة فسلكه المبايعون كشيخ الشهداء رائد المقاومة الإسلامية التي أطاعت وصبرت وجاهدت، وجعلت من الشوك شجرات من الجنة ومن التلال بيوتاً فيها ومن شهدائها عبرة لأولي الألباب. فكانت المقاومة ممّن وعدها الله بإرث الأرض وممّن وعدها الله بجنات عدن.
فسلام عليك أيتها المقاومة ولك العزة ولك الفضل في عزة الإسلام والمسلمين لأنك أنت أعدت تزهير الثورة الكربلائية وذلك بقيادة الروحاني الإمام العظيم "أطال الله في عمره".
وكذلك أوصي كل العاملين في مؤسسة الشهيد دون استثناء أن يثابروا في عملهم الجهادي ولا أستطيع أن أقول أكثر من هذه الجملة لأن الإمام العظيم الخميني حفظة الله قيم عملكم فقال: الخدمة في مؤسسة الشهيد هي من أفضل الخدمات" وما نحن أمام الإمام إلاَّ أقل من ذرة من قطرة من محيطات علومه. فأطلب منكم المسامحة.
وأطلب المسامحة من كل العاملين في الخط الحسيني خصوصاً الأخوة العاملين في مقر عشاق الشهادة الذين باعوا أرواحهم لله فهنيئاً لكم بما بعتم ولمن بعتم وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأطلب المسامحة من أهلي الأحباء وخصوصاً والدي الحنونين وأطلب منكما مسامحتي لأنني عملت في مجال لا ترضيان عنه ولم أعلمكم بذلك فأطلب منكم مسامحتي والترحم علي لأنني الآن في دار أبي عبد الله إن شاء الله تكونا من الشهداء.
وما النصر إلاَّ من عند الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم جهاد
الشهادة 17/4/1988.
العاقبية - دفاعاً عن المقاومة الإسلامية.