داليا فنيش(*)
ذكرنا في العدد السابق أن إحدى المشاكل الشائعة لدى الأطفال حديثي الولادة صعوبة النوم، وحدّدنا بعض العناصر المساعدة التي تعين الأهل على توفير ظروف مناسبة للطفل للنوم والراحة. ونكمل في هذا العدد بعض مشاكل النوم في المراحل العمريّة المتقدّمة وكيفيّة معالجتها.
*الأطفال من عمر ستة أشهر إلى تسعة أشهر
قد يبدأ في هذه المرحلة بعض الأطفال من الذين لم يكن لديهم مشاكل في النوم بعد الولادة، بالاستيقاظ أثناء الليل بسبب قلق الطفل من الانفصال عن والدته أو الابتعاد عنها. وقد يرتبط بعض مشاكل النوم بمرور طفلك في هذه المرحلة بتطور جسدي وذهني. فهو في هذه المرحلة يتعلّم الجلوس بمفرده، والتدحرج، والحبو، وقد يجذب نفسه إلى أعلى في وضعيّة الوقوف.
1- إذا كان طِفلك يستيقظ أحياناً في الليل ليجرّب مهارة الجلوس الجديدة ويتدرّب عليها، فعليك تعليمه كيفيّة الاستلقاء مرة أخرى. واتبعي معه الروتين الذي تكونين قد عوّدته عليه ليعود إلى النوم مرة أخرى.
2- التطور المفاجئ في مهارات الطّفل الأساسيّة لا يشبه طفرة النموّ، لذا لا تساعده الرضاعة أثناء الليل على النوم بشكل أفضل. وهذا يزيد الأمر سوءاً.
3- قد يتأثّر نوم الطفل ببروز أسنانه، وإذا لم يبدِ الألم والانزعاج، التزمي معه روتين النوم العادي.
4- إذا كان طفلك يذهب إلى الفراش بعد الساعة 8:30 مساءً ويستيقظ في الليل، فقومي بمحاولة إدخاله لينام قبل هذا الوقت بنصف ساعة، فقد يمضي بعد ذلك الليل كله نائماً.
*عمر تسعة أشهر إلى 12 شهراً
يصبح طفلك في هذه الفترة كبيراً بما يكفي لينام طوال الليل، ولكنه يظل يعاني من قلق الانفصال فتتغيّر عادات القيلولة لديه. لذا، استعدّي لتعديل الرّوتين كلما كبر طفلك، كما يلي:
1- حاولي تغيير قيلولته واجعلي مدتها أقصر.
2- واظبي على طقوس ما قبل النوم وكوني حازمة في أمر الذهاب للنوم.
3- عندما يحين وقت النوم، دعي طفلك يعرف أن وقت النوم قد حان مع ضبط المنبه ليرن قبل حوالي خمس دقائق من موعد نومه، فيكون النداء بذلك من مصدر خارجي، وليس منك.
4- اتركي باب غرفته موارباً حتى يتمكن من سماع صوتك ويطمئن لوجودك في مكان قريب.
*عمر سنتين وما فوق
إن مفتاح السر لضمان نوم أفضل للطفل يكمن في تغيير العادات المرتبطة بالنوم والسماح له بتطوير قدرته على النوم وحده. وتغيير النمط هذا يمثل تحدياً كبيراً ومهمّة متعبة ما يتطلّب من الآباء المزيد من الرعاية والصبر سيحصلان خلاله على ترتيب روتيني يلبّي احتياجات الطفل والأسرة في نفس الوقت.
طفلك عمره ما بين السنتين وأكثر، يواجه صعوبات في النوم يمكن أن تكون من:
1- أنماط نوم خاطئة من حيث الزمان والمكان، مثلاً: أن ينام الطفل في غرفة الجلوس مع الأسرة خلال مشاهدتهم التلفاز.
2- حركة العين سريعة عند الأطفال الصغار، لذلك من المحتمل أن يجد صعوبة في العودة إلى النوم بعد استيقاظه.
3- شعوره ببعض الأمراض الجسدية كآلام الأسنان، أو ارتفاع في حرارة الجسم.
4- إعطاء الطفل بعض الأدوية للعلاج يكون من آثارها الجانبية الأرق أو فرط النوم.
5- الضوضاء الخارجية، حضور المناسبات الاجتماعية.
6- أن يكون لدى الطفل نشاط زائد يجعله يكتفي بساعات نوم قليلة.
7- الطفل الطبيعي ينام بين 8- 10 ساعات يومياً متفرقة أو متتالية. ربما يحصل على هذه الساعات نهاراً أو عصراً ما يجعله يكتفي بالنوم فقط لبضع ساعات من الليل فيستيقظ وهو مفعم بالنشاط والقوة.
8- تعتبر ساعات النوم غير محبّبة لدى الطفل لأنها تثير لديه مشاعر الوحدة والخوف فنجده يرفض ويقاوم النعاس ويأبى النوم في غرفته وسريره.
9- يشتد رفض الطفل للنوم وحده إذا ما كان لدى الوالدين مشاكل ونزاعات؛ فمشاهدة الطفل لهذه المشاكل ومعايشة الخلافات تولد لديه الشعور بالخوف، وهذه المشاعر تتعاظم عند النوم لأنه يشعر أنه لن يكون مدركاً لما يحدث من حوله أو مسيطراً على الأحداث.
10- يتأثر نوم الطفل بعوامل نفسيّة أخرى كشعوره بالغيرة من أخ له أو رغبة للفت نظر الوالدين ويكون بهذا محطّ أنظارهما.
11- يخاف الطفل من الظلام أو يخيفه المحيطون به من شخصيات غير موجودة ما يجعل نومه غير هادئ ويفقد الرغبة في النوم.
*بعض أسرار الليالي الهادئة
1- ضعي برنامجاً روتينياً للنوم، فهذا سيساعده على الشعور بالنعاس. معظم خبراء تنمية الأطفال يقترحون اعتماد روتين محدّد مع الأطفال، مثل: الاستحمام، وشرب الحليب، وتنظيف الأسنان، وسرد قصة ومن ثم النوم.
2- لا تُطعمي طفلك لينام، فكل مرة يستيقظ فيها سيتوقع معاملة مماثلة. حاولي أن تخففي تدريجياً عادة شرب الحليب قبل النوم من خلال قراءة قصّة أو دندنة معيّنة بعد شرب الحليب حتى لا يرتبط الحليب بالنوم.
3- ضعي طفلك على سرير النوم وهو بعدُ لم ينم، بهذه الطريقة يبدأ تعلّم تعويد نفسه والاعتماد عليها لينام.
4- لا تقلقي بشأن الاستيقاظ ليلاً، فمعظم الأطفال يستيقظون مرات عديدة.
5- عودي طفلك على نوم القيلولة في النهار، وهي تكون خلال فترتي قبل الظهر أو بعده.
6- أبقي الطفل في سريره ولا تحاولي إحضاره إلى سريرك، حتى لا يعتاد على ذلك.
7- هيئي له فراشاً مناسباً ووسادة مريحة.
8- اجعلي وقت النوم سعيداً له ولكل أفراد الأسرة. عندما ينام وهو يشعر بالأمن والسعادة، سوف يستيقظ بمزاج مختلف.
9- كوني هادئة ولكن حازمة، تحدثي معه بهدوء وصوت منخفض، عندما تطلبين منه العودة إلى غرفته للذهاب إلى النوم.
10- حفّزيه عن طريق مكافأة.
11- أن تكون غرفة النوم بعيدة عن الضوضاء.
12- عدم التحدث معه في المشكلات التي واجهته خلال النهار في وقت نومه.
13- مراعاة ارتداء الملابس المريحة للنوم.
14- الحفاظ على مواعيد ثابتة نسبياً للنوم واليقظة حتى ينتظم وقت نومه.
(*) مختصّة تربويّة.