نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شباب: لستُ مثالية!

ديما جمعة فواز

السلام عليكم، أود أن أُطلِعَكم على مشكلتي لعلكم تستطيعون مساعدتي. اسمي إسراء وعمري 16 عاماً. لطالما قالوا عني إنني الفتاة الهادئة، المهذّبة والمعروفة بحسن أخلاقها. ولطالما تغنّت المعلمات بسلوكي الجيّد وتفوّقي في الدرس. ولكني لم أكن سعيدة بذلك. ربما لأني كنت أشعر، دائماً، أن عليَّ أن أبذلَ جهداً لأحافظ على تلك الصورة الجميلة.. وكنت أنظر إلى صديقاتي كيف يتصرّفن ويتكلمن بعفوية وأغبطهنّ على تعبيرهن عن الغضب أو الحزن بصدق ودون اعتبار لما يقال عنهن.. لكن، ومنذ ما يقارب العام، صادقت فتاة تُعتبر "مشاغبة" كما يصفها الجميع ولكني وجدتها صادقة وصريحة وقد فاجأتني بقولها: "أنت تلعبين دور الفتاة النموذجية ولست مضطرة أن تمضي حياتك تبذلين الجهد ليرضى عنك من حولك! كوني كما تحبين أنتِ.. وارتاحي قليلاً وخفّفي عن نفسك!". بصراحة، شعرت بكلماتها تصعقني، وفجأة أدركت أنني لا أعرف ذاتي، وأنني أريد أن أعبّر عن نفسي، أرفض أو أستنكر ما يحصل في الصف، أعطي رأيي بوضوح لأمي، وأقول: "ل" بصوت مرتفع لوالدي! حتى أنني أدركت عدم شغفي بالدراسة فأنا ذكية ولست مضطرة أن أسهر الليالي طلباً للعلا إذ يكفي أن أطالع الدرس لأنجح.. نعم، لم أعد متفوقة ولكني لا أرسب في أي مادة ولا زلت من المميزات لذا لا أعتقد أن هذه مشكلة رغم أن أمي تظنها نهاية الكون!

أنا اليوم مرتاحة مع نفسي، معلماتي وأهلي يتناقشون في ذاك التحول البارز، السلبي بالنسبة لهم. ويعتبرون أنني أنحرف عن الطريق المستقيم ولكني مرتاحة الضمير فأنا لأول مرة منذ صغري أشعر أنني خلعت قناعاً فرضه عليّ المجتمع حولي.. هل أنا مخطئة؟ أرجو أن تقدموا لي رأياً صريحاً.

الرأي الآخر

لذا، عليك الالتفات إلى عدة أمور:
1- لكل إنسان منّا وجوه مختلفة، ليست أقنعة إنما هي تجسيد لعبارة "لكل مقام مقال" فأنت في المدرسة مطلوب منك أن تدرسي وأن لا تثرثري أو تثيري الفوضى بينما في الملعب، يمكنك أن تمازحي الرفاق وتعبّري عن شخصيتك بحرية. كذلك في المنزل، تستطيعين أن تقولي "ل" مرتفعة لأختك ولكن ينبغي أن تكون لاؤك هادئة أمام والديكِ!
وتلك ليست أقنعة إنما هي أدوار مختلفة مطلوبة منا جميعاً، في حياتنا اليومية..
2- لا بأس أن تنتقلي من رصيف إلى آخر يقابله فجأة.. ولكن لا تتوقعي أن لا تفاجئي من حولك خاصة أمك التي لطالما تغنّت بشخصيتك المميزة لذلك لا تنزعجي منها وتتوهّمي أنها لا تفهمك.
3- حدّدي أولوياتك وماذا تريدين. انسي رأي الرفاق والأهل والمعلمات.. فكري في أعماقك بما تريدين أن تحققيه بالفعل.
وفي الختام، تذكري يا إسراء، أن السماء ملأى بالنجوم، بعضها بإمكانه أن يبرق فيسرق الألباب وبعضها يبقى باهتاً ومهما حاول أن يشعّ نوراً لن يتمكن من ذلك.. فاعرفي نقاط القوة في شخصيتك واعملي على التعبير عن نفسك بأسلوب مختلف عمن حولك ويتناسب مع تميزك.

صديقتي إسراء، لا بد أنك تتخبطين بين قناعاتك من جهة وقناعات أهلك من جهة أخرى ونظرة أصدقائك لك من ناحية ثالثة! وهذا طبيعي خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من عمرك حيث تتشكّل شخصيتك أي ما بين الـ 14 والـ 18 عاماً.
أنت تتحدثين عن نفسك في الماضي كأنك كنت مضرباً للمثل، ولا أعتقد أن أحداً فرض عليك ذلك، فأغلبنا يتوق في مرحلة عمريّة لمثالية ما، خاصة قبل عمر الرابعة عشر حيث نتماهى مع السلوكيات الحسنة ونذوب فيها. بعضنا، بعد فترة يتعب من هذا الدور فيتخذ طريقاً معتدلاً بلا إفراط أو تفريط.. ولكن المشكلة بدأت معك حين اعتبرتِ أن صديقتك "اكتشفت البارود" بقولها إنك لا تعبّرين عن نفسك وإنك ترتدين ثوب الكمال الفضفاض وحين اقتنعت بكلامها ظلمتِ نفسك وبدأت تنساقين وراء
الأوهام!

أضيف في: | عدد المشاهدات: