السلام على الشهداء! تحيّة لشهداء طريق الحقّ والحريّة تحيّة لكم أيّها الشبّان المخلصون، وللنساء والشبّان الواعين في كلّ أنحاء إيران!
لقد فارقتكم في وقت كان شباب اليوم أطفالاً وصغاراً، وعدت إليكم اليوم وقد فَارَقَنا عدد مُنهم، فلم نرَ أغلبهم، ولم نلمس طباعهم وسجاياهم، لأنّهم استشهدوا وحصلوا على وسام الشهادة في سبيل الإسلام، وفي طريق القرآن الكريم، وفي سبيل الحريّة والاستقلال وحكومة العدل الإسلاميّ "الجمهوريّة الإسلاميّة".
* بقبضاتكم الخالية
لقد أصبح لكم حقّ على الإسلام أيّها الشباب الإيرانيّ الأبطال والشجعان.
إنّ الإسلام يمنّ على الجميع، ولا منّة لنا عليه. لكم المنّة عليّ أيّها الشعب الإيرانيّ وأنتم يا أبناء قمّ المحترمين، فأنتم الذين أوصلتم الثورة الإسلاميّة إلى نتيجتها، لأنّكم تمكّنتم من الانتصار بقبضاتكم الخالية على الدبّابات والمدافع والرشّاشات.
* الإسلام وبطولات الشيعة
لسنا نادمين على ما أُريق من دماء شباننا الزكيّة في طريق الإسلام. لسنا نادمين على أنّ الشهادة أصبحت نصيباً لأعزّتنا، فهذا نهج شيعة أمير المؤمنين عليه السلام منذ صدر الإسلام وحتّى الآن. لقد اقترن الإسلام دائماً ببطولات الشيعة، وانتشر في أيّامه الأولى نتيجة للجهاد الذي قاده أمير المؤمنين عليه السلام، بطل الإسلام العظيم، بطل الدنيا؛ إذ كان عليه السلام وشيعته المقرّبون روّاداً في الحروب التي خاضها الإسلام، وكذلك أولاده الطاهرون مثل سيّد الشهداء عليه السلام الذي انتفض ونهض وقدّم دمه في سبيل هذا الدين الحنيف، وسائر أئمّتنا الذين كانوا ينشرون الإسلام ومفاهيم القرآن، ثمّ جاء بعدهم ثلّة واجهوا متغطرسوا عصورهم ووقفوا في وجوههم. هؤلاء هم شيعة عليّ عليه السلام، الذين توالت ثوراتهم لمواجهة الجبابرة.
في عصرنا الحاضر، كنتم أنتم يا شيعة الإسلام الأماجد الثلّة التي وقفت في وجه القوى العظمى وانتصرتم عليها. فالإسلام بقي حيّاً بطائفة الشيعة وثوراتهم المتتالية.
* الشعارات الإسلاميّة
لا ينبغي أن تكون الأمور مبهمة، فإذا كان ثمّة غموض أو أراد بعضهم تحريف الحقائق، فإنّ ثورتنا الإسلاميّة ستُهزم، وهذه خيانة للشعب وللإسلام.
ليعلم أولئك الذين يسعَون إلى حرف هذه الثورة عن وجهتها الإسلاميّة، بأنّهم خَوَنة للإسلام وللشعب. الشعار اليوم ينبغي أن يكون الشعار الإسلاميّ نفسه «الجمهوريّة الإسلاميّة”.
إنّ هؤلاء الذين يصرّون على تجريد الجمهوريّة من إسلاميّتها، إنّما هم خونة يريدون بثّ الفرقة والاختلاف بين أبناء الشعب. إنّ الذين يصرّون على إضافة سِمة الديموقراطيّة إلى الجمهوريّة، إمّا أنّهم جاهلون لا يفقهون شيئاً أو يتعمّدون الخيانة. ولتراجع وسائل الإعلام والكتّاب ما يكتبونه، وليتركوا الشعب يمضي في الطريق الذي أوصله إلى النصر، حتّى يبلغ منتهى غايته.
لماذا يصرّون على ذلك؟ هل هؤلاء أعداء للإسلام؟! هل هم أعداء الأمّة الإسلاميّة؟ هل هم أعداء لبلدهم حتّى يسعوا إلى حرف مسيرته؟!
نقول لهم: إنّ الشعب الإيرانيّ لن يحيد عن مساره.
*من خطاب للإمام الخمينيّ قدس سره، بتاريخ 10 ربيع الثاني 1399 هـ. ق. صحيفة الإمام، ج 6، ص 284.