مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

قصة | «بطلٌ» من ورق

الشيخ محمّد شمص


وصلت سيّارة إسعاف إلى مستشفى زيف في صفد عليها نجمة داوود الحمراء، سبقها صفيرها العالي. وبسرعة كبيرة، أنزل المسعفون رجلاً يرتدي الزِّيّ العسكريّ الإسرائيليّ برتبة ملازم. كان الرجل يتلوّى من الألم ويصرخ: «لا أريد أن أموت، لا أريد أن أموت».

وضعه المسعفون على النقّالة المتحرّكة، ثمّ أُدخِل إلى غرفة العمليّات التي كانت جاهزة. باشر الطبيب يعقوف شالوم إجراء العمليّة بسرعة. وبعد نصف ساعة، خرج من غرفة العمليّات إلى غرفة استراحة الأطبّاء، وكان هادئاً يحمل بيده فنجان قهوة يرشفها بصوت مسموع.

وبينما هو كذلك، لفت انتباهه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدّث مباشرة عبر التلفاز، فرفع الصوت: «إنّ من سيتحدّى إسرائيل، عليه أن يتذكّر ما جرى في صيف 2006م. وعلى من يختبر قدراتنا في الشمال أن يتذكّر ما حلّ بغزّة أخيراً، فالجيش مستعدّ للعمل على القطاعات كافّة».

ضحك الطبيب في سرّه، وطلب من الممرّضة أن تجري له اتّصالاً عاجلاً. تحدّث مطوّلاً عبر الهاتف، وأنهى كلامه مودّعاً: «حسناً، سأعدّ لك تقريراً. نعم، نعم، لا داعي للصحافة». بعد ساعة من خروج الملازم من غرفة العمليّات، حضر إلى غرفته رئيسه المباشر، ورجل آخر في الخمسين من عمره له أنف معقوف وعينا ذئب، يرتدي لباساً مدنيّاً. صافحا الملازم المصاب وهنّآه بالسلامة. ما لبث الرجل الّذي يرتدي ثياباً مدنيّة أن بدأ بالحديث معه. قال بحماس: «حسناً أيّها البطل، قل لي كيف أُصبت؟».

- الملازم بشيء من الاعتزاز والفخر: «كنت في الدشمة، فخطر لي أن أترصّد مقاتلي حزب الله عبر المنظار، وأبلغت مجموعتي بذلك. ولوجود بعض العوائق أمام المنظار، وقفت فوق الدشمة لأزيلها، فأتتني طلقة ناريّة من قنّاصة بعيدة المدى».

- «أحسنت، أحسنت، عمل شجاع». وهزّ رأسه برضى واستحسان.

وبابتسامة ماكرة قال: «سأقرأ عليك إذاً كتاب التهنئة الذي كلّفتني بحمله إليك قيادة الشرطة العسكريّة». ثمّ أخرج من جيب سترته ورقة مطويّة فتحها وبدأ يقرأ:

«في 16/1/2024م، وصل إلى مستشفى زيف عند نحو الساعة العاشرة صباحاً الملازم أوري شاكيد مصاباً بطلق ناريّ في قدمه اليسرى، فأُجريت له الإسعافات اللازمة. وتبيّن لي أنّ الإصابة كانت طفيفة، وقد اخترقت اللحم من دون العظم، وتقديري أنّ الإصابة كانت من مسافة ثلاثين سنتيمتراً لا أكثر.

الطبيب المناوب: يعقوف شالوم».

فغر أوري فاهه مندهشاً، ولم ينبس ببنت شفة.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع