نهى عبد الله
"صباح الخير بُنيّ، بالأمس وصلتُ إلى كربلاء، انظر هذه حقيبتي الكبيرة إلى جانب هذه الحقيبة الصغيرة، هذه لك، أنت قليل الزاد أعلم ذلك، لكن اسمح لوالدتك أن تضيّف بعض الأشياء الضروريّة.
هل تعلم أنّ هذه الزيارة هي أجمل هديّة تلقيتها في حياتي على الإطلاق أيّها الابن البارّ؟! لقد رُدّ قلبي حين رأيتُ كربلاء. هي كما وصفتها لي، مدينة حنونة، مررت بمحلّ الحلوى، فاشتريتُ لك علباً من (المنّ والسلوى) التي تحبّ، وبعض التذكارات الجميلة، فهديّتك باتت جاهزة تحمل عطر المكان وبركته.
اليوم صباحاً زرتُ مخيّم الحسين عليه السلام. تذكّرت ملاحظتك أنّ الإمام عليه السلام وضع الخيم بطريقة يحمي فيها الأطفال والنساء، وشممتُ رائحتك في التلّ الزينبيّ، قلتَ لي مراراً أنّك تطيل المكوث هناك.
عند أبي الفضل عليه السلام خنقتني الغصّة، لكن ما لبثتُ أن شعرتُ بالفخر، أنت تعلم السبب؛ الإصابة التي في يدك، جئتني يومها مستبشراً أنّك تواسيه بيد واحدة على الأقلّ.
حسناً، هيّا علينا النهوض سريعاً للوصول في الوقت المحدّد، سيسمحون لأهالي الشهداء بأن يدخلوا ويضعوا صور أبنائهم وتذكاراتهم في حضرة سيّد الشهداء. للمرّة الأولى، تزوره والدتك، وسأوزّع عن روحك بُنيّ كلّ ما أحضرته من أغراضك والحلوى التي تحبّ".
واحتضنت صورة شهيدها ومضت وهي تدعو له: "بيّض الله وجهك كما بيّضت وجهي عند سيّدتي فاطمة عليها السلام".
ولكلّ مجاهد يقرأ هذه الأسطر: "بيّض الله وجهك عند سيّدتنا فاطمة عليها السلام".
صور
نور
2024-07-16 16:51:23
الله يبيض وجوهكم هذا حال اهالي الشهداء جميعا