مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام | مِرطُ النجاة


نهى عبد الله
 

«أن تحبّ أحداً، يعني أن تتمسّك به». في ذلك اليوم الذي لم يشبه يوماً من أيّامنا، رأينا هذه الحقيقة تسير بين الناس. كان امتداد المجتمعين يتجاوز أفق البصر مهما امتدّ بعيداً، استمرّت الحشود في الوصول ولم تنتهِ، كان بإمكانك أن تقرأ مصير كلٍّ منهم من ملامح وجوههم؛ بعضها شاحب، وأخرى مكفهّرة، وثالثة طغى عليها الخوف والوجل، وثمّة وجوه مطمئنّة وجميلة هادئة لكنّ طول الانتظار أتعبها. طال الوقوف، حتّى عجزنا عن احتساب الزمن، كلٌّ يأمل أن يناله طيفُ رحمة، أو رمقٌ منقذ، وأن تُشرع تلك البوابات المهيبة، فالانتظار الطويل يفتح شهيّة الاحتمالات ويُضاعف المخاوف.

فجأةً، صاح صوتٌ، أسمع بشدّته آذان الحشود الغفيرة كلّها: «غضّوا أبصاركم». بعضنا زادت مخاوفه، وبعضنا الآخر تسارعت نبضات قلبه: «هل يحدث الآن؟»؛ فالأحداث هنا وقعها مختلف. شيئاً فشيئاً انبلج صبح ذلك اليوم، بدّد عتمة ليل انتظارنا وعنائنا، مرّ موكبها بنورٍ لا يشبه الشمس، كأنّما لآلئ الأكوان اجتمعت دفعةً واحدة، أزهرت فجذب نورها ثلّة خاصّة، ميّزتهم بين أكوام الخلائق بسهولة كأنّما عرفتهم مُسبقاً، أعناق الناس اشرأبت، من ستناله جذبتها؟ كان لقاء المُخلصين مهيباً، سارت بهم وخلفها مِرطُها(1) يمتدّ منساباً خلفها، كأنّما كان سيل رحمة آخر، تجدّد الصوت: «يا محبّي فاطمة، أمسكوا بأهداب مِرطها، كما تمسّكتم في الدنيا بها، وتقدّموا إلى الجنّة».

يومها، سيكون عدد المتمسّكين وأشكالهم وألوانهم ولغاتهم واختلاف أزمانهم مفاجئاً لنا. وإلى ذلك اليوم، كيف نُحسن التمسّك بمرطها؟!

كلّ عام ومحبّو فاطمة عارفون بحقّها


1- العباءة والجلباب الواسع.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

Syria

Rama Aleid

2024-01-02 20:05:56

رائع

Italia

Imad Mroue

2024-01-04 21:27:20

السلام عليك يا سيدتي و مرلاتي يا فاطمة بنت محمد(ص) يا وجيهة عند الله اشفعي لنا عند الله… بارك الله بالكاتب و بأنامله المرهفة من أروع ما قرأت