* 11 تشرين الثاني 1982: عمليّة الاستشهاديّ أحمد قصير ويوم شهيد حزب الله
«تزفّ المقاومة الإسلامية إلى الأمّة العربية والإسلامية الفتى الاستشهادي أحمد قصير (حيدر) الذي نفّذ عملية خيبر، مُعاهِدةً دماء الشهداء المضيئة ليل جبل عامل على استمرار المسيرة حتّى انتصار المستضعفين»(1). كانت كلمات ذلك البيان كفيلة بإخراج اسم أحمد قصير «حيدر» إلى العلن، في احتفال أقامته المقاومة الإسلامية في دير قانون النهر، في تاريخ 19-5-1985م؛ لتعلنه يوم شهيد حزب الله. أمّا عن سبب اختيار هذه العملية، فقد وضّح سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) في مناسبات عدّة أنّها أول عملية نوعيّة في لبنان ضد «العدوّ الإسرائيلي» أولاً، وثانياً أنّها أكبر عملية كبّدت «العدوّ الإسرائيلي» خسائر فادحة، وثالثاً؛ أنّها أول عمليّة تُعجز الإسرائيلي بسلاح (الاستشهادي) الذي لا يُقهر، أمّا رابعاً فليتكرر وجه أحمد قصير، أمام العدّو في كلّ مواجهة وعمليّة للمقاومة؛ ليذكّره بخسائره وفشله، فكان عنواناً ليوم الشهيد(2).
* 5 جمادى الأولى عام 5 للهجرة: ولادة السيّدة زينب عليها السلام
للسيّدة زينب عليها السلام مكانة عظيمة عند كلّ مَن عرف قدرها وجلالها من المسلمين، فالشيخ أبو بكر الموصليّ يذكر كيفيّة زيارته إيّاها بقوله: «وكنتُ لمّا أزورها لا أدخل قبرها ولا أستقبله بوجهي، بل أنحرف عنها؛ لكونها أمّ المؤمنين، على صورة ما ذكره العلماء أن يعامل الزائر الميّت كما يعامله لو كان حيّاً»(3).
وينقل الشعرانيّ في مِنَنِه عن سيّده علي الخواص أنّه كان يخلع نعله من عتبة الدرب، ويمشي حافياً حتّى يجاوز مسجدها، ويقف تجاه وجهها ويتوسّل بها إلى اللّه تعالى في أن يغفر له(4).
* 5 جمادى الأولى: يوم الممرّضة المسلمة
يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله: «التمريض هو مزيج لطائفة من القيم الأخلاقيّة والفضائل الإنسانيّة؛ من الشفقة والحرص، إلى تحمّل المسؤوليّة، فالصبر والحلم أمام الجزع والانحرافات. وهي برمّتها من الفضائل الإنسانيّة الكبرى. وغالباً ما تكون المشاكل في المجتمعات البشريّة بسبب فقدانها. والتمريض يشكّل مجموعة من هذه الفضائل والقيم، وصولاً إلى الاهتمام والدقّة والرعاية لمن هو تحت رعايتهم، والصبر والاستقامة وعدم التذمّر من مشاهدة الصِعاب».
ويتوجّه سماحته إلى الممرّضين بالقول: «تجد جلّ عمل العامل في بعض الأعمال مرتبطاً دوماً بمناظر الحياة الخلّابة والجميلة. [أمّا] عملكم، فهو مرتبط دوماً بالمرض والمريض والألم والوجع. وأنتم في مقابل ذلك تمارسون عملكم بصبر وتحمّل دونما تذمّر أو إحباط. وهذه هي الفضائل الأخلاقيّة. لذا، فإنّني أقولها عن إيمانٍ تامٍّ بأنّ تكريم الممرِّض يعني تكريم الفضائل الإنسانيّة»(5).
* 13 جمادى الأولى: (الرواية الثانية)
شهادة السيّدة الزهراء عليها السلام وبداية الأيّام الفاطميّة
ورد عن الإمام الباقر عليه السلام أنّ «فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً، وكان دخَلَها حزنٌ شديدٌ على أبيها، وكان جبرائيل عليه السلام يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها، ويطيِّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام»(6).
1- موقع العهد الإخباري، مقال: يوم شهيد حزب الله، 10-11-2001م.
2- من كلمة له (حفظه الله) بتاريخ: 11-11 - 2011م.
3- الزوكاريّ، الزيارات (بدمشق)، ص22.
4- الشبلنجيّ، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار صلى الله عليه وآله وسلم، ص377.
5- من كلمته دام ظله في ذكرى ولادة السيّدة زينب عليها السلام، بتاريخ 1/1/2020م.
6- الكلينيّ، الكافي، ج1، ص241.