مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

مع إمام زماننا | متى تدعو لإمام زمانك؟ (2)


الشيخ حسان سويدان


إنّ الدعاء لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يقتصر على زمان أو مكان معيّنين، ولكن تبقى ميزة خاصّة لبعض الأمكنة والأزمنة، كما مرّ معنا سابقاً. في هذا المقال، إطلالة على مزيد من الأوقات ذات الكرامات، فضلاً عن بعض الأمكنة التي يستحبّ فيها الدعاء للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف. 

•المواظبة على الدعاء
ورد في الروايات أنّ الأفضل هو المداومة على العمل، ورُوي في بعضها فضل المداومة أربعين يوماً، وأخرى سنة كاملة دون انقطاع، وهذه سيرة علمائنا الذين كانوا يداومون على العمل في أوقات محدّدة ليصبح ملكة، فضلاً عن أنّ ذلك له آثار خاصّة، في تحسين أوضاعنا وتعجيل فرج الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.

•أوقات خاصّة
1. عيد الفطر: من أهمّ الأوقات التي يستحبّ فيها الدعاء في هذا اليوم هو عند إرادة الخروج للصلاة وفي الطريق، حيث إنّ الإنسان يستفتح طريقه بهذا الدعاء. وينقل صاحب كتاب مكيال المكارم دعاءً خاصّاً عن ابن طاووس، وثمّة كذلك أدعية في كتاب مفتاح الجنّات وغيره من الكتب التي ورثناها عن علمائنا الكبار (رضوان الله عليهم)، ويستحبّ الدعاء بدعاء الندبة أيضاً.

2. عيد الأضحى: وردت أدعية خاصة بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في هذا اليوم، منها ما هو مشترك مع عيد الفطر، ومنها ما هو خاصّ بعيد الأضحى فقط.

3. يوم دحو الأرض: هو اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة الحرام. وفيه بعض الأدعية الخاصّة بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.

4. يوم عاشوراء: هو يوم ارتباط استثنائيّ بين الإمام الحسين عليه السلام والإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف. فالإمام الحسين عليه السلام قام لإحياء الدّين ولإعادة الملّة والشريعة إلى نصابهما الصحيح، ولم يتحقّق له هذا على مستوى الجغرافيا والزمن، ولكنّه فتح في الضمائر والنفوس باباً خاصاً يبقى كما تبقى له حرارةٌ في قلوبهم لن تبرد أبداً. لذلك، فإنّ يوم الحسين عليه السلام الحقيقيّ هو يوم المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف؛ لأنّه هو الذي سوف يحقّق الأهداف الحسينيّة والنبويّة. وفي هذا الخصوص، ثمّة دعاءٌ عن الإمام الصادق عليه السلام يبدأ بـ"اللهم عذّب الفجرة الذين شاقّوا رسولك..."(1).

5. ليلة النصف من شعبان: ورد أنّها بعد ليلة القدر في الفضل، وهي ليلة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد وردت فيها أدعية عدّة عن أئمّة الهدى عليهم السلام منها دعاءٌ نقل في كتاب الإقبال، يبدأ بـ: "اللهم بحقّ ليلتنا هذه ومولودها..."(2). 

6. يوم النصف من شعبان: لقد جاء الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في هذا اليوم إلى الدنيا ساجداً، وهو يقول: "اللهم أنجز لي وعدي، وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً"(3).

7. شهر رمضان: هو شهر الدعاء في كلّ لياليه وأيّامه وساعاته. وقد ورد في الكثير من أدعيته الخاصّة ذكر الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف والدعاء له، خصوصاً:

- الليلة السادسة: حيث يستحبّ أن يُدعى بهذا الدعاء: "اللهم لك الحمد وإليك المشتكى، اللهم أنت الواحد القديم والآخر الدائم والربّ الخالق، والديّان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة"(4). 

- الليلة الثالثة والعشرون: فقد روى الشيخ الكليني بإسناد معتبر: "يكرّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كلّ حال وفي الشهر كلّه وكيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك، تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم كن لوليّك فلان ابن فلان، في هذه الساعة وفي كلّ ساعة، وليّاً وحافظاً وناصراً ودليلاً وقائداً وعوناً [عيناً]، حتّى تسكنه أرضك طوعاً وتمتّعه فيها طويلاً"(5). 

8. بعد ذكر مصيبة سيّد الشهداء عليه السلام: الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف هو الطالب بدم الإمام الحسين عليه السلام.

9. بعد زيارة مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف: ففي كلّ زيارة له عجل الله تعالى فرجه الشريف، ثمّة دعاء له عجل الله تعالى فرجه الشريف.

10. عند البكاء من خشية الله: حيث يكون القلب رقيقاً، وتُستجاب الدعوات.

11. عند تجدّد كلّ نعمة: فهو عجل الله تعالى فرجه الشريف وليّ النعم؛ لأنّ كلّ النعم التي يفيض الله بها علينا هي ببركة وجوده.

12. عند الوقوع في الهمّ والغمّ: فإنّ الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف أعظم الناس همّاً وغمّاً، فإذا دعونا له، فإنّ الله سوف يكشف به الغمّ عنّا.

13. قبل زوال ظهر الجمعة وبعد صلاة جعفر الطيّار: هي الصلاة التي يعبّر عنها علماؤنا أنّها الإكسير الأعظم، إذ لم يرد فضل في صلاة كما ورد في فضلها.

14. يوم الغدير وليلته: هو يوم الولاية، حيث إنّ إقامة دولة الولاية ستكون على يديه عجل الله تعالى فرجه الشريف.

•أمكنة خاصّة
يستحبّ الدعاء للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في كلّ الأمكنة، لكن ثمّة أمكنة لها خصوصيّات مع الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، منها:

1. المسجد الحرام: هو من أعظم الأمكنة في الدنيا، وللإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف علاقة خاصّة به، فقد ورد في كتاب كمال الدين بسند صحيح عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: سألت محمّد بن عثمان العمري (رضي الله عنه وهو أحد السفراء الأربعة) فقلت له: أرأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني"(6)؛ فالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف يدعو لنفسه عند بيت الله، ونحن عندما نصل إلى هناك، نتذكّر هذا الحديث فندعو له عجل الله تعالى فرجه الشريف. 

2. على جبل عرفات: وبالأخصّ في الدعاء المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام في صحراء عرفات.

3. مساجد خاصّة: هي المساجد التي نُسب فيها مكان خاصّ للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، كمسجد الكوفة ومسجد السهلة ومسجد جمكران، وثمّة أدعية خاصّة بها.

4. مقامات الأئمة عليهم السلام: خاصّةً حرم الإمام الحسين، والإمام الرضا والعسكريين عليهم السلام، وقد ورد في كتاب كامل الزيارات أكثر من دعاء للإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في تلك المشاهد.

5. سرداب الإمام الهادي والعسكريّ عليهما السلام: عُرف بسرداب الغيبة، وهو مكان شريف وجليل، ومن الأماكن الخاصّة بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف من جهة أنّه سرداب داره الذي كان يعيش فيه، وكذلك سرداب أبيه وجدّه عليهما السلام، حيث دُفن في الدار الإمامان العسكريّان والسيّدة حكيمة والسيّدة نرجس عليهم السلام، وجملة من الهاشميّين وأطفالهم. وهو المكان الذي أخفى فيه الإمام العسكريّ عليه السلام الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو في سنّ الخامسة عن أعيان السلطات الغاشمة.

فليبقَ ذكر الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف والدعاء له حاضراً دائماً في كلّ تفاصيل حياتنا، لعلّ دعاءً صادقاً يساهم في تعجيل فرج الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.


1. مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص 783.
2.إقبال الأعمال، السيّد ابن طاووس، ج 3، ص 330.
3.بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 51، ص 13.
4.إقبال الأعمال، مصدر سابق، ج 1، ص 261.
5.الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 162.
6.من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج2، ص520.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع