اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

الإمام الخمينـيّ قدس سره: الإمام الصدر ابن من أبنائي(*)


لقد بذل الإمام السيّد موسى الصدر (أعاده الله ورفيقيه) الكثير من التضحيات في سبيل الإسلام وشعبه، وسعى جاهداً لأداء تكليفه دون كلل أو تعب. في هذا المقال، يتحدّث الإمام الخمينيّ قدس سره عن مكانة السيّد الصدر وعطاءاته العظيمة.

* أنا ربّيته
أستطيع أن أقول إنّني ربّيت السيّد الصدر، وهو بمنزلة ابن من أبنائي الأعزّاء، وأنا متأسّف جدّاً لعدم وجوده بيننا.

إنّ ما يهدّئ الرّوع ويهوّن الخطب أنّنا وشعبنا والسيّد الصدر نتحمّل الصعاب لأجل رسالتنا، فعندما يكون واجبنا وتكليفنا أن نجاهد لخدمة الإسلام، وأثناء أدائنا لهذا التكليف يُكتب لنا التوفيق، فإنّ ذلك هو خير على خير. أمّا إذا لم نوفّق، فإنّ أصل خيره باقٍ، وهو أنّنا نكون قد عملنا في طريق خدمة الإسلام والرسالة، وذلك لن يضيع أبداً. لقد عشت مع السيّد الصدر سنين طويلة، وأنا أعرف فضائله كما أعرف خدماته.

* طريق الأولياء
إنّ العناء الذي يُبذل في سبيل خدمة الإسلام والرسالة يُكتب عبادةً، ولذا، يجب أن نتحمّل المصائب برحابة صدر؛ لأنّها من أجل الإسلام. ونحن ندرك أنّ أولياء الإسلام -وفي طليعتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - واجهوا أذىً كثيراً. وقد عانى صلى الله عليه وآله وسلم من التّعب والمعاناة طيلة حياته، وهكذا الأئمّة عليهم السّلام من بعده؛ فلم يمرّ عليهم يوم واحد سعيد، في اصطلاح الماديّين، لكنّهم كانوا جميعاً سعداء، في اصطلاح العرفاء والعارفين بالإسلام.

على كلّ حال، كانت هذه ميزة أولياء الإسلام الأوائل الذين سُجِنوا وعُذِّبوا وقُتلوا في سبيل أهدافهم. يُروى أنّ جدّ الإمام الصدر سُجِن سبع سنين، ويحتمل أن يكون قد سُجن أربع عشرة سنة. كان هذا طريق جميع أولياء الله. وعندما تقرؤون تاريخ الأنبياء عليهم السلام تدركون أنّ تاريخهم بأكمله كان حافلاً بالعذاب والمشقّات والمتاعب، لكنّهم كانوا سعداء؛ لأنّهم كانوا يضحّون من أجل أهدافهم، وهذا فخر لعائلة السيّد الصدر، هذا الإنسان اللائق الذي واجه المشقّات أثناء قيامه بدوره.

* جميع المؤمنين إخوة
إنّ الإسلام يعدّ جميع المؤمنين بالله إخوة، ولا يفرّق بينهم، ولا يعتمد نظرة خاصّة للعرب ونظرة أخرى للعجم. هذه الحسابات والاعتبارات التي يطرحها المادّيون، والتي تعتبر أنّ لكلّ شعب قوميّته ومصالحه، غير موجودة في الإسلام، ولا علاقة لها به، بل هي أمر مرفوض ومخالف للدين.ما يريده الإسلام هو أن تصبح الدنيا كلّها عائلة واحدة، وأن تقام حكومة واحدة تحكم بالعدل في أرجاء الدنيا، ويصبح الجميع أفراداً في تلك العائلة.

* الإسلام والوطن
على الرغم من أنّ الإسلام يحترم الوطن باعتباره محلّ ولادة الإنسان، إلّا أنّه لا يجعله مقابل الإسلام، فالإسلام هو الأساس. والأصل عند الرساليّين هو خدمة الإسلام، هذه الخدمة سواء أكانت في لبنان أم في أيّ مكان آخر، وإن كانت في السجن أيضاً، هي خدمة. فالإنسان عندما يواجه المصائب في طريق الإسلام -طبعاً لا يجب أن نسمّيها مصائب- وعندما يتحرّك في سبيل الإسلام، يصبح كلّ شيء سهلاً وهيّناً.

هكذا كانت مسيرة الإمام الصدر، في حضوره وغيابه، مسيرة عطاءات وتضحيات في سبيل خدمة هذا الدين واستمراره.


(*) كلمة للإمام الخمينيّ قدس سره أمام عائلة الإمام السيّد موسى الصدر (أعاده الله ورفيقيه)، عام 1980م. صحيفة نور، ج 13، ص 166.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع