مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نور روح الله: داووهم بالأمـل(*)

إن موضوع الصحة من المواضيع المهمة، فللطبيب والممرض وللموظفين في هذا الجهاز أهمية كبيرة. إن ما يحظى بأهميّة بالغة عند كل من يرتبطون بالمرضى والجرحى، هو أن تكون لديهم روح العطف والحنان. فالمساعدة النفسيّة التي يقدّمها الطبيب والممرّض هي من الأمور التي تساعد المرضى على استعادة صحتهم، لأنّ الإنسان إذا كان مؤمناً بأنه سيتماثل للشفاء من مرضه، فإنّ هذا الإيمان سيساعده على استعادة صحته. وإذا آمن عكس ذلك فسوف لا يتماثل للشفاء. وذلك يقع على عاتق الأطباء والممرضين.

*أعطوا المريض الأمل
يجب أن يعلم الجميع أنّ العطف وبث الأمل باستعادة الصحة بإذن الله تعالى يساعد المريض على التماثل للشفاء. وهذا يساعدكم في عملكم أيضاً. فكلما حسّنتم معاملتكم فسيكون لكم في ذلك أجر عند الله تبارك وتعالى. وإذا ما رأيتم مثلاً، مريضاً لا يُرجى شفاؤه يجب ألّا تنسوا أنّ يد الغيب موجودة وهي فوق أفكارنا وتصوراتنا فلا تيأسوا. ومن كان مريضاً، على وشك الموت، فإنّ الأفضل أن يموت وهو راضٍ عنكم، مفعم القلب بالأمل، فلا يستحسن أن تقولوا له إنّ حالتك ميؤوس منها، فإنّ ذلك يساعد على التسريع في موته حيث يرحل عن الدنيا وهو كئيب القلب. ولكن عندما تعطونه الأمل وعندما تقدّمون للمرضى الذين يعانون من الكآبة في الغالب، الخدمة الصادقة برحابة صدر فسوف تتحسن حالتهم النفسيّة. وإذا ما قُدّر له الرحيل فسوف يترك الدنيا بروح مفعمة بالأمل ومثل هذا ذو قيمة كبيرة لكم.

*هل يرتاح ضميركم؟
على الأطباء أن يلتفتوا إلى أهمية عملهم لأنه يتعلق بحياة الناس. وعلى الأطباء الذين غادروا البلاد أو كانوا في الخارج ولم يعودوا إلى وطنهم أن يلتفتوا إلى هذه القضيّة وأن يعلموا أنّ بلادهم التي قد نشأوا ودرسوا فيها تحتاج إليهم، ولأبناء هذه البلاد حقوقاً عليهم. أليس من الأفضل أن يكونوا في خدمة الفقراء؟

فلو فرضنا أنكم عشتم في بحبوحة العيش ورغده أمداً طويلاً، فهل سألتم أنفسكم ماذا ستكون نهاية أمركم؟ أليس من الأفضل لكم أن تعيشوا في خدمة مرضى بلادكم؟ إنكم اختصاصيون تنتمون إلى هذا التراب الذي احتضن آباءكم واحتضنكم، كيف يمكن أن تجلسوا خارج البلاد متفرجين على المرضى ومعاقي الحرب الذين أصيبوا في الجبهات غير مبالين بآلامهم؟ هل ترتاح ضمائركم؟ لا أظن الالتفات إلى ذلك والتفكير فيه يجعل ضمائركم مرتاحة.

*المسؤولية جسيمة
يدخل شخص المستشفى ولا يلقى العناية اللازمة، هذا أمر يتعارض مع الضمير الإنساني وليس إنصافاً، وإنما أيضاً مخالف لرضى الله. يجب الاهتمام بهذه الأمور كثيراً. فعندما يراجع مريض إحدى المستشفيات يعني أنه محتاج إليها. فإذا قيل له عند بوابة المستشفى لا نقبلك هنا اذهب وراجع مكاناً آخر، وقيل له نفس الكلام في المكان الآخر ومات، لا سمح الله، في التنقل بين المستشفيات، فإن مسؤولية ذلك تقع على عاتق من قاموا بهذا العمل. عليكم التدقيق في الأمور. فعلى الرغم من أهمية عملكم وقيمته عند الله إلا أن مسؤوليتكم كبيرة. وعليكم الاهتمام بها وبدقة. علينا أن نفكر في أمورنا الصحيّة وألا ننتظر الذهاب إلى الخارج واستيراد ما نريده من الخارج. علينا أن نعمل ونتحمل عب‏ء المسؤولية. عليكم أن ترجوا فضل الله لأن الله معكم وسيوفقكم للقيام بالأعمال بشكل لائق.

*الوقاية خير من العلاج‏
إن من القضايا المهمة الوقاية من المرض، فهي أهم من العلاج. يجب أن نعمل لمنع تفشي الأمراض ولا ننتظر المرض يأتينا ثم نحاول علاجه. وهذا من الأمور المهمة التي يجب أن نهتم بها اهتماماً كاملاً وأرجو التوفيق لجميع من يعملون في هذا المجال. علينا أن نتوكل على الله في جميع الأمور. فالتوكل على الله هو الذي مكّننا من القضاء على القوة المتغطرسة ولأن الإيمان موجود فإنّ التوكّل على الله سوف يدفعكم إلى الأمام وستسيرون إلى الأمام بإذنه.


(*) كلمة ألقاها الإمام الخميني قدس سره أمام وزير وموظفي وزارة الصحة، طهران، حسينية جماران، 2 ربيع الأول 1404هـ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع