كان لديه اشتياق غريب لمولانا الرضا عليه السلام. جلس وصديقه يتبادلان الحديث، ابتدأ عليٌّ: "ما رأيك في السفر معاً لزيارة مرقد إمامنا الرضا عليه السلام؟". أجاب صديقه: "لو باستطاعتي لكنت أسرعت في جمع أغراضي وهممت متوجّهاً إلى أنيس النفوس! آه لو تعلم يا أخي كم اشتاقت روحي للإمام، لنظرة إلى مشهده، إلى قبّته لمواساته في غربته!". فكّر عليّ أنّ ما ادّخره للزيارة لن يكفي سوى لذهاب شخص واحد. لم يطل التفكير حتّى ذهب إلى والدته، وسألها أن تعطيه المبلغ الذي ادّخره من راتبه في الجهاد، وحينما سألته: "ماذا تفعل بهذا المال؟ احتفظ به لنفسك وأعطيك من أموال والدك"، أجابها: "أريده من مالي، ولا أستطيع إخبارك عمّا أنوي فعله". فأعطى المبلغ لصديقه ليذهب إلى زيارة أنيس النفوس الرضا عليه السلام، وطلب منه أن يُقرئ الإمام عنه السلام، وقد برّر لصديقه عدم ذهابه بأنّ موعد الزيارة لا يناسب دوام عمله.
ذهب الصديق زائراً، وارتفع عليٌّ شهيداً.
الشهيد المجاهد علي زعرور (أبو تراب)
فاطمة داوود