مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

قصّة قصيرة: اللقاء المنتظر


أميمة محسن عليق


جماران.. كان الشوق يلهبُ في قلبي لرؤية الإمام..
جماران.. قثرأتُ مرَّةً أنها إذا قرأت بالعربية بصيغة المثنى يكون مفردها – جمار – أي جماعة الجمر التي هي إضمامة الموقد لكنها في ذلك الوقت كانت تبدو ضمةً كيرةً من الجمر المتوقد الذي لم يستكن حتى كان اللقاء..
كنا ننتظر والخيال يغزل في داخلي الرؤى والأحاسيس حلماً طالما راودني.. الإمام هل سأراه حقاً اليوم؟!
إنتشلني صوتُ الحاضرين مما ينتابني من أحاسيس وهم يرددون: الله واحد.. خميني قائد.. يرفعون قبضاتهم فتهتز الأرجاء من عزمهم..
إرتسمت بسمة على وجه الإمام ورفع يده اليمنى للتحية.. أسرتني البسمة ببراءتها.. نعم فلم أستطع إلا أن أراها بريئة لأنه البراءة الكبيرة هي التي يتصف بها العظماء وهي لؤلؤتهم في الصدقِ المتناهي إلى عزمٍ متصفٍ بالحزم والجرأة..
إن البراءة تلك هي الت تدين بالحق وتجاهر به ولا تهاب.. به تحيا وبه تثئاب..
خفق قلبي وتموَّج على شواطئ هدوء محياه الهادئ الجذاب حين جاء الصوتُ يعرج إلى السماء..
بسم الله الرحمن الرحيم... لقد كنت عميقة صادقة رخيمة على شفتي رجل عملاق.. لقد كانت مليئة بالآفاق، غنية بالأسرار.. دافقةً بالشجاعة النفيسة...
لقد تعرفت إليه وأنا أصغي إلى كل نجيةٍ من كلماته..
بسم الله الرحمن الرحيم
يا إلهي إنها آيته الكبرى.. نطقت به عيناه وشفتاه وخطواته..
همتُ في رنين كلماته... حلقت فوق غيوم جمران..
رفعتُ القلب ليرقى إلى أطراف بحره الواسع..
ركَّز الإمام في كلماته على بناء الإنسان، على التربية الصحيحة ركيزتها الإسلام.. الإسلام الأصيل الذي كان ينطق به الرسول الأكرم.
ناجى الإمام ربَّه، ونادى الا/ة لتعي العالَمَ والإنسان والصدق والثورة..
لقد تناثرت أنا في الرؤيا.. يا إلهي حصيلة المسيرة من طفولةٍ صغيرةٍ في بيتِ فقير في خمين، بمقعدٍ وطراحةٍ وحصير..
حيث تنام ذكريات دفينة وحيث لا يزال وجه أبيه مشرقاً في دحر الظلم.. إلى محطةٍ تكون قاعدة لأمةِ الإسلام..
جانحاً بإيران من مدارج التراب إلى رفوف السحاب..
وبين هذه وتلك.. التحدي والدفاع والنفي والثورة..
انتهى اللقاء سريعاً لكنني لم أنتهِ بل بدأتُ في منعطفٍ لحياتي.. أستاءل وأعيش هماً جديداً.. كيف يستطيع أن يتحول الإنسان من عادي إلى طائرٍ يخرج من الرماد ليضيء أمةً بأكملها.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع