أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

الإفتتاحية: الإمام و.. الدعاء وبناء الإنسان

 


يعتبر إعلان قائد الأمة وولي أمر المسلمين الامام الخامنئي دام ظله الوارف، اعتبار العام 1999 م عام الامام الخميني قدس سره في ذكرى مئوية ميلاده الشريف، واحداً من لفتاته الكريمة وإرشاداته القيمة في توجيه الأمة إلى مبادئ الاسلام العظيمة وقيمه العليا.

فالامام الخميني قدس سره جسّد على مدار عمره الشريف مثال العبد الصالح، والموحد الخالص، والعالم العامل، والقائد المضحي المتفاني في خدمة شعبه وأمته، إنه الذي قال:
"لقد عدت لأعرض عليكم خدماتي أيها الأعزاء، فما دمت حياً سأبقى خادماً للجميع، خادماً للشعوب الاسلامية، خادماً للشعب الايراني العظيم، خادماً لكل مستضعفي العالم".
لقد بلغ الامام الخميني قمة الكمال الانساني الذي يدعونا إليه الاسلام والقرآن، وكان بحق وارث الأنبياء وتالي المعصومين، ولذلك فإن الاحتفاء بالذكرى الأولى المئوية المجيدة يشكل خير ربط بكل هذه الصور المشرقة والمتلألئة على جبين الانسانية.
وعلى طول الخط لم تكتفِ "بقية الله" بمناسبة دون أخرى، بل نذرت نفسها وجعلت عمرها كله محطة على طريق الامام قدس سره ونهجه القويم، ونقطة ضوء على صراطه المستقيم، ولكن لبعض المناسبات خصوصيات لا ننكرها ومميزات يقبح التغافل عنها، ومنها شهرا شعبان ورمضان المعظَّمين.

ويكمن السر في اختيار هذه الأوقات الشريفة للاحتفال بالذكرى المئوية للامام ليس في تفردها عن سائر الأوقات في الشرف والعظمة وحسب، بل لأنها تمثل أوقات الدعاء والمناجاة والابتهال الى الله سبحانه وتعالى.

والدعاء في نظر الامام هو الذي يوجه الانسان ويخرجه من الظلمات الى النور. ويهيئه ويعدُّه ليصبح لائقاً لضيافة الله والدخول الى حرم قدسه ومحل كرامته. وخاصة المناجاة الشعبانية التي هي من أرقى المناجاة وفيها أسمى المعارف الالهية التي يستفيد منها من كان من أهلها. ومن منا لا يعلم ولع الامام قدس سره بهذه المناجاة وشدة ارتباطه وكطثرة لهج لساته وقلمه الشريف بعباراتها! يقول الامام قدس سره:
"إن هذه الأدعية تخرج الانسان من هذه الظلمة، وإذا خرج الانسان من الظلمة يصبح عاملاً لله، فهو يمارس مهنته ويعمل.. ولكن لله، يضرب بالسيف.. لله، يقاتل.. لله، يثور.. لله، فالأدعية لا تشغل الانسان عن العمل".

لقد انتقد البعض كتب الأدعية والاهتمام بها معلِّلين ذلك بأنها تشغل الانسان عن العمل والثورة وتقعده عن الحركة والنشاط، ولكن الإمام قدس سره سفّه كلامهم وخطّأ مقالهم وقال:
"إن اولئك الذين ينتقدون كتب الأدعية، إنما يفعلون ذلك لما بهم من الجهل والتعاسة، فهم لا يعلمون كيف تساهم هذه الأدعية في بناء الإنسان".
فالدعاء وإحياء الليالي – وخاصة ليالي القدر الشريفة – يعتق الانسان من قيد العبودية لغير الله ويحرره من الخضوع لشياطين الانس والجن ليدخل في سلك العبودية الخالصة لله وحده، وهنا فقط يكون للعمل قيمة، وهنا فقط يسير الانسان على الصراط المستقيم.. الى الله.
لقد أكّد الامام قدس سره أن الأدعية التي ورد الحث عليها في شهر شعبان وشهر رمضان المبارك هي دليلنا نحو الهدف، فهل نتمسّك بالدليل؟
والسلام

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع