* 1 شوّال: عيد الفطر المبارك
ليلة عيد الفطر هي من الليالي التي يستحبُّ إحياؤها استحباباً مؤكّداً، حتّى كثُرت فيها الروايات، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام يقول: يعجبني أن يفرّغ الرجل نفسه في السنة أربع ليال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان، وأوّل ليلة من رجب"(1).
* 8 شوّال 1344هــ: هدم أضرحة البقيع
هدم أضرحة البقيع جريمة نكراء، ووصمة عار على جبين آل سعود إلى يوم الدين. وقد ندّد الكثيرون بهذا الحدث الجلل، والمصاب الأليم، وخلّده التاريخ. يقول السيّد مهدي الأعرجيّ:
دهياء رجّت في الدنا أقطارها
هيهات أنّ السيف يُدرك ثارها
ومصيبةٌ طرقت فأضرمت الأسى
في كلّ جانحةٍ وأورت نارها
الله أكبر أيّ جُلّى في الورى
عفت قبور بني الهدى ومزارها
حتّى تعفّت بالبقيع مقابر
كانت ملائكة السما زوّارها(2)
* 7 شوّال عام 3 هــ: معركة أُحُد
في معركة أُحد، استطاع المسلمون في البداية أن يهزموا المشركين، ولكن بعد أن حصلوا على النصر بسرعة، فإنّ أولئك الـ 50 رجلاً، الذين أُمروا بحفظ منفذ الجبل من أيدي العدوّ، ومن أجل أن لا يتخلّفوا عن جمع الغنائم، تركوا مهمّتهم ولحقوا بالمسلمين الّذين كانوا بدورهم مشغولين بجمع الغنائم. بقي عشرة أشخاص فقط من المسلمين عند ذلك الجبل، وأدّوا ما عليهم، لكنّ العدوّ اغتنم هذه الفرصة، والتفّ عليهم من خلف الجبل، وهجم على المسلمين من الشقّ والمنفذ الذي لم يكن عليه ما يكفي من الحرس. وقد دفع المسلمون ثمناً باهظاً بسبب هذا الهجوم. لم يُهزم الإسلام، ولكنّ انتصاره تأخّر، مضافاً إلى خسارة أبطالٍ جشعانَ وأعزّاء في هذا الطريق، كحمزة سيّد الشهداء عليه السلام. والله تعالى يدعو المسلمين إلى الاعتبار والتأمّل فيقول لهم: إنّنا صدقنا وعدنا وقلنا إنّكم ستنتصرون على العدوّ وقد انتصرتم: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾، ولكن، بعد أن ظهرت فيكم تلك الخصال الثّلاث، تلقّيتم الضربة، وتلك الخصال الثلاث هي عبارة عن:
أوّلاً: ﴿فَشِلْتُمْ﴾؛ أي ضعفتم، وفقدتم حماسكم وجهوزيّتكم، وثباتكم وإقدامكم.
ثانياً: ﴿وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ﴾، فشققتم وحدة الكلمة والصفّ.
ثالثاً: ﴿وَعَصَيْتُم﴾ (آل عمران: 152)، فتخلّفتم عن أوامر الرسول والقائد والمسؤولين عن إدارة أموركم(3).
25 شوّال 148 للهجرة: شهادة الإمام الصادق عليه السلام
لمّا حضرت الصادق عليه السلام الوفاة قال: "أعطوا الحسن بن علي -وهو الأفطس- سبعين ديناراً". قيل له: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟! فقال عليه السلام: "ويحك! ما تقرأ القرآن: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾"(4).
1- مصباح المتهجّد، الطوسيّ، ص 860.
2- بقيع الغرقد، الأمينيّ، ص 335.
3- من كلمة الإمام الخامنئيّ دام ظله، 90/50/0891.
4- وفيّات الأئمّة، من علماء البحرين والقطيف، ص240.