زَغْرِدي يا أَديمُ للأَحْرار
وَارْتدي ثوْبَ الْعزِّ في أَيارِ
هُوَذا الْعيدُ يزْدَهِي ابتهاجاً
وَعَبيراً يسْتافُ بالأَزْهارِ
أَرْسِلي يا شمسَ الأَصيلِ ضِياءً
وَامْلَئي الْكَوْنَ مِنْ سَنا الأَقمارِ
وَارْفَعي أَسْتارَ الشَّجا وَالدَّياجي
وَاحْتَفي بالتَّحْريرِ وَالانتصارِ
أَيُّ نَصْرٍ أَرْقى الْعَلاءَ شُرُوقاً
قَدْ تَسامَتْ فيهِ الدُّنى بالذِمارِ
فَذُكاءُ الضُّحى لَكَمْ نَسَجَتْ مِنْ
غَزْلها نوراً شعَّ في كُلِّ دارِ
عِيدُنا بالأَطْياب ِقَدْ فاحَ عِطْراً
يسْتقي لُبنانُ الوُرُودَ بغارِ
هَلِّلي يا كُلَّ الأَنام ِ سُرُوراً
وَاعْتَلي آفاقَ السَّما بافْتِخارِ
وَاعْزُفي مِنْ وادِي الْحُجَيْرِ وَعَيْتا
وَانْشُدي أَصْداءً مَع الأَطْيارِ
وَارْتَقي الْمَجْدَ مَعْ مُقاوَمَةٍ شَمْــ
ـــــمَاءُ تُلْقي الْعداةَ بالإِعْصارِ
لَقّنتْ نُخْبَةَ الْعدُوِّ دُروساً
جرَّعَتهُمْ كَأْسَ الْمَنون بعارِ
طَفِقَتْ ترْمي بالْغُزاةِ لَهيباً
أَحْرَقَتْ أَجْسادَ الْعِدى بالنارِ
بَلَغَتْ شَأْوَ الْمَجْدِ حَتّى تَعالَت ْ
تَرْتقي في الآفاق ِ وَالأَنوارِ
أَنتَ يَا سَيِّداً لعينيك نورٌ
فَالمُحَيّا مِنْ أَحْمَدِ الْمُخْتار
أَنتَ يا قائداً لكَوْكَبَة ٍ كَالدْ
ـــدُرِّ مِنْ بأْس حيدَرِ الْكرّارِ
صادِقٌ في وَعْدٍ فَأَنتَ الأَمينُ الـــــ
حُرّ نَصْرُ اللهِ حَماكَ الْباري
محمّد مقدسي