إن للحديث عن الإمام علي (عليه السلام) ومقامه الشريف رونقاً من نوع آخر، كيف لا؟ وهو الوارث الحقيقي للنبوة، والمجسّد الفعلي للولاية، وخليفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والإمام بعده، وأخوه ووصيه، ومستودع سرّه وعلمه، ونفسه الذي قال فيه في آية المباهلة: "وأنفسنا وأنفسكم" وثاني الثقلين، وصنو القرآن، وكتاب الله الناطق الذي ينطق بالحق ويحكم بالعدل، والفاروق الأكبر وآية الله الكبرى، وحجته على العباد، وغيرُها الكثير من الخصال الشريفة والشمائل الكريمة التي عرفت في هذا المولى الكريم.
ومن هذه الخصال ما جاء على لسان المصطفى الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها ما جاء على لسانه (عليه السلام) مباشرة واصفاً بها نفسه. إليك بعضها:
ومن هذه الخصال ما جاء على لسان المصطفى الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها ما جاء على لسانه (عليه السلام) مباشرة واصفاً بها نفسه. إليك بعضها:
* علي (عليه السلام) الإمام:
لا شك ولا ريب في أن الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والخليفة له هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي ذلك تواترت الروايات والشهادات، وأي شهادة أعظم من شهادة الوحي النازل من عند الله تعالى وبواسطة الأمين جبرئيل، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ألا أدلكم على ما أن تساءلتم عليه لم تهلكوا، إن وليكم الله وإن إمامكم علي بن أبي طالب، فناصحوه وصدّقوه، فإن جبرئيل أخبرني بذلك".
* علي (عليه السلام) والحق:
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار" فعلي والحق صنوان وهو ميزان الحق، وبه يعرف.
* علي (عليه السلام) والقرآن:
فقد كان خلق الإمام القرآن، ومسلكه القرآن وقد جسّد القرآن في كل تفاصيل حياته حتى صار القرآن كتاب الله الصامت وعلي (عليه السلام) كتاب الله الناطق، وكان في حالة معية مع القرآن حتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه: علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض".
* باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
لقد وعى علي (عليه السلام) وحفظ من العلوم ما جعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعده باباً لمدينة علمه، وعلى من أراد المدينة الورود إليها من بابها وعبره (عليه السلام) فقال: "أنا مدينة العلم وعليَّ بابها فمن أراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها".
* علي مني وأنا منه:
وقد تفاعل الانتساب الروحي بين علي (عليه السلام) والرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتفاقم فوصل إلى درجة كبيرة جعلت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصرح قائلاً: "أنا وعلي من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتى". وقد بلغ هذا التفاعل ذروته حين قال صلى الله عليه وآله وسلم: "علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلاَّ أنا أو علي" و"إن علياً من لحمي ودمه من دمي".
* علي (عليه السلام) وارث الأنبياء:
ولم تقتصر المسألة على وراثة الإمام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل امتدت لتشمل جميع الأنبياء السابقين، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب".
ولما اجتمعت هذه الشمائل في شخصه المبارك أصبحت أذيته أذية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: "من أذى علياً فقد آذاني" وأضحى ذكره (عليه السلام) عبادة يثاب المرء عليها حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ذكر علي عبادة".
* علي (عليه السلام) يعرف عن نفسه:
لقد تربى علي (عليه السلام) في كنف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولازمه منذ نعومة أظافره، واتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، ولم يفارقه لحظة من لحظات حياته حتى حال بينهما الموت، وفي ذلك يقول (عليه السلام): "... وقد تعلمون موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... ما وجد لي كذبة في قول، ولا خلطة في فعل.. ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل لا أثر أمه.. أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة".
* أول الناس إسلاماً:
وعنه (عليه السلام) قوله: "أنا أول الناس إسلاماً".
* علم علي (عليه السلام):
قال (عليه السلام): "والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً طلقاً سؤولاً".
* قضاء علي (عليه السلام):
فعنه (عليه السلام) قوله: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل اليمن لأقضي بينهم فقلت: يا رسول الله: بعثتني وأنا شاب لا علم لي بالقضاء، فضرب بيده على صدري فقال: اللهم اهدِ قلبه، وسدد لسانه. فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا".
* عدل علي (عليه السلام):
قال (عليه السلام): "والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً أو أجرّ في الأغلال مصفداً أحب إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً".
* يقين علي (عليه السلام):
حيث قال (عليه السلام): "ما أنكرت الله تعالى منذ عرفته وما شككت في الحق مذ رأيته".
هذا غيض من فيض شمائله (عليه السلام) وقطرة من معين مائه الذي لا ينضب.