مهداة إلى فوارس المقاومة الإسلامية وبالأخص إلى روح الشهيد رضا مدلج*
ماسَ الشذا وتضوّع النسرينُ | |
وتلألأ عطرٌ لا يكاد يبينُ | |
وتفتحت للعنفوان براعمٌ | |
يهفو إلى ألوانها التلوينُ | |
والنور شعشع في العلاء مغرداً | |
نغماً أريباً شاقه التلحينُ | |
لا عجْب أن تتخاشع العلياء | |
لا عجْب أن يتراقص التكوينُ | |
فدم الشهادة قد تجدّد عرسه | |
ليفي بوعد قد رعاه أمينُ | |
ويذكّرَ التاريخَ أبطالاً غدوا | |
بعطائهم للعالمين جبينُ | |
جبلت معادنهم بطين أصالة | |
يزهو بها إن محص التعدينُ | |
هم صرخة المستضعفين وإرثهم | |
هزموا الرَّدى ليورَّث المسكينُ | |
عرف الصباح نكالهم وزئيرهم | |
ولهم في محراب الظلام أنينُ | |
قد قادهم في الحالكات غضنفرٌ | |
رُبان مجد يرتجيه سفينُ | |
لبس الوقارَ عباءة وعمامة | |
ما نال طهْرَ ردائه التخوينُ | |
فصل ٌ خطابه والشجاعة شأنه | |
لله دره فارس عرنينُ | |
فإذا تكلم تستطيب فصاحةٌ | |
وإذا توعّد فالوعيد يقينُ | |
وإذا أشارَ بنانه فمظفرٌ | |
لا رُد أمرٌ والجواب مبينُ | |
هم جند نصر الله أسياد الوغى | |
لم يثنهم عن عهدهم توهينُ | |
فخرَ الزمان بنصرهم فتطاول | |
ليغنّي آباً بالبهاء قمينُ | |
ويخطّ في لوح الخلود حروفهم | |
فبأبجديتهم سما التدوينُ | |
مهما امتدحنا فالمديح مقصرٌ | |
ولقد يبخّس قدْرَهم تثمينُ | |
يكفينا فخراً إذ نعيش زمانهم | |
بل هم زمانٌ إن وعى التزمينُ | |
ولهم مكانٌ في القلوب يساعهم | |
فهم الرَّحابة إن صغا التمكينُ |