مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تغذية: غذاؤكِ لكِ.. ثمّ لجنينـك

سارة الموسوي


تحتاج المرأة الحامل إلى رعاية غذائية خاصة. فهي ليست مسؤولة عن نفسها وجسدها فقط، بل عن نفس جديدة أيضاً أودعها الخالق عزَّ وجل في رحمها. لذلك يجب أن تكون شديدة الحرص، هي ومن يحيط بها، على أن تتناول غذاءً سليماً، والذي إن لم يتم الاعتناء بكميَّته ونوعيّته قد يشكًل خطراً على الجنين كما على الأم أيضاً. فما هي الأغذية الضروريّة للحامل؟ وما هي مخاطر سوء التغذية في فترة الحمل؟ وكم هو الوزن الزائد الطبيعي للمرأة الحامل؟ وكيف تتعامل الحامل مع الحالة الصحية المستجدّة عليها، من حرقة أو لعيان أو غيرهما؟

*معلومات عامة
يمكن تقسيم فترة الحمل إلى قسمين:
النصف الأول من الحمل، ويعتبر مرحلة تحضيرية للمرأة، وفيها يتزوّد جسم المرأة الحامل بالقدرة على ضخّ الدم، والغذاء، والأوكسجين للجنين والذي يتم خلال النصف الثاني من فترة الحمل. وإن 10 % من تكوّن الجنين يحصل في النصف الأول للحمل، بينما الـ 90 % الباقية تحصل في النصف الأخير. وبما أن المرحلة الأولى هي مرحلة تحضيرية، فإن أيّ نقص أو تقصير قد يؤثّر سلباً على المرحلة الثانية.
من المهم جداً أن تعرف الحامل أن الطفل لا يتغذّى على حساب أمه. فالغذاء الذي تتناوله الحامل يتجه أولاً ليغذّي جسمها، ومن ثم ليغذّي الخلاص، وفي النهاية ليغذّي الجنين. لذلك، فإنّ سوء التغذية يضرّ بالجنين أكثر ممّا قد يضرّ بالحامل.

*ما هي الفيتامينات التي يجب على الحامل أن تتجنّب نقصها؟
1 - الفوليك أسيد:
يشكل الفوليك دعامة للخلاص، وأما نقصه فيؤدي إلى تشوّهات خلقيّة كتشوّه الحبل الشوكي(spina bifidia) وغيره عند الجنين.

* مصادر الفوليك أسيد
- البرتقال وعصيره، الفريز، عصير الأناناس، الخضار الورقيّة الخضراء: كالسبانخ، الشمندر، البروكولي، القرنبيط، رقائق الحبوب المدعّمة، البقول والمكسّرات.

* الكمية
5 حصص من الفواكه والخضار يومياً، ما يعني = صحني سلطة + 3 حصص فواكه.
في فترة الحمل تزداد الحاجة إلى الفوليك أسيد، حيث تزداد الكمية المطلوبة للمرأة من 400 إلى 600 ميكروغرام يومياً. والغذاء وحده قاصر عن تأمين هذه الكمية. لذا، على الحامل أن تتناول الأقراص المكمّلة من الفوليك أسيد والتي يصفها لها الطبيب، بالإضافة إلى التركيز على أصناف الغذاء المذكورة.

* ملاحظة مهمة
يجب على الحامل أن تتناول أقراص الفوليك أسيد 3 أشهر قبل الحمل وذلك لأن النّخاع الشوكي للجنين يتكون خلال الـ 20 يوماً الأولى من الحمل، ولأنّ معظم النساء لا يدرين بحملهن إلا بعد مرور شهر أو شهرين، أي بعد تكوّن الحبل الشوكي للجنين. كما ويجب متابعة تناول الفوليك أسيد لمدة 3 أشهر من الحمل.


2 - الحديد
يساعد الحديد في تكوين الـ hemoglobin الذي يعمل على نقل الأوكسجين إلى الخلايا.
نقص الحديد يؤدي إلى:
1 - فقر الدم عند الأم والجنين.
2 - إنجاب مولود صغير الحجم والوزن.
3 - ولادة مبكرة.

* مصادر الحديد
- اللحوم على أنواعها، البقول، الخضار (كالبقدونس والسبانخ)، الفواكه المجففة، رقائق الحبوب المدعّمة بالحديد.
تزداد حاجة الحامل للحديد وذلك لتكوين مخزونها منه ومخزون الجنين أيضاً. فبالإضافة إلى الغذاء الغني بالحديد، تحتاج المرأة الحامل إلى أقراص مكمّلة من الحديد، بعد انتهاء الشهر الثالث وإلى نهاية الحمل.


3 - الكالسيوم
يحمي الكالسيوم عظام الحامل من الترقّق، وهو مهم لبناء عظام الجنين.
نقص الكالسيوم يؤدي إلى:
1 - ارتفاع ضغط الحامل.
2 - نقص إمكانيّة إعادة ترميم العظام.
3 - ارتفاع ضغط الجنين.
4 - انخفاض كميّة الكالسيوم في حليب الأم.
5 - زيادة مستوى الرصاص في دم الأم وانتقاله إلى الجنين ما قد يؤدي إلى تعطيل نمو الجهاز العصبي. (وذلك لأن عدم تناول الكميّة المناسبة من الكالسيوم يدفع بالعظام إلى إخراج الكالسيوم منها لتعديل مستوى الكالسيوم في الدم. وعادة ما يخرج الرصاص الموجود في العظام مع الكالسيوم، فترتفع نسبته في الدم، ويصل إلى الجنين).

* مصادر الكالسيوم
الحليب، اللبن، السردين، البقول، الملفوف والبروكولي.

* الكمية
3 أكواب من الحليب أو اللبن يومياً (أو كوب من الحليب أو اللبن بالإضافة إلى مشتقاتهما من لبنة وجبنة والمصادر الأخرى المذكورة).
قد تعطى الحامل أقراصاً مكمّلة من الكالسيوم إذا كانت تعاني النّقص فيه، أو إذا كانت لا تتناول الكمية المطلوبة لها من الغذاء.


4 - الفيتامين (D)
تعاني الكثير من النساء اليوم من نقص الـ Vit D، وهو فيتامين يساعد على امتصاص الكالسيوم، وترسبه في العظام.
نقص الفيتامين (D) يؤدي إلى إنجاب مولود:
1 - صغير الحجم والوزن.
2 - ذي عظام ضعيفة البنية.
3 - ذي لثّة مريضة.
4 - يعاني من نقص معدل الكالسيوم في الدم بعد الولادة.

* مصادر الفتيامين (D)
1 - السمك، الحبوب المدعمة، الحليب المدعم، البيض.
2 - أشعة الشمس (التعرض لربع ساعة 3 مرات في الأسبوع).
قد تحتاج الحامل لأقراص مكملة من الـ(Vit D). ومن الأفضل أن تعالج أيّ نقص في الفيتامينات المذكورة قبل الحمل ليكون الحمل سليماً، فأغلب الحوامل يعانين من لعيان خلال الحمل، ويمتنعن عن الطعام ولا يمكنهن تناول الأدوية.

*الأغذية المحبذة خلال الحمل
1 - السمك: وذلك لاحتوائه على الأوميغا 3 والذي تبيّن أنه يساعد على زيادة معدل الذكاء لدى الجنين.
2 - السفرجل: حيث ورد في الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام: "السفرجل يحسن الوجه".
وعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "كلوا السفرجل وتهادوه بينكم... وأطعموه حبالكم، فإنه يحسن أولادكم". وفي رواية: "تحسّن أخلاق أولادكم"1.
3 - الرطب: عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ما تأكل الحامل من شيء، ولا تتداوى به أفضل من الرطب"2.
4 - الهندباء: عن أبي عبد الله عليه السلام: "عليك بالهندباء، فإنه... ويحسن الولد..."3.
5 - البطيخ: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من امرأة حاملة [حاملٌ] أكلت البطيخ، لا يكون مولودها إلا حسن الوجه والخلق"4.
6 - اللبان: في الحديث: "أطعموا حبالكم اللبان، فإن يكن في بطنها غلام، خرج ذكي القلب، عالماً شجاعاً، وإن تكن جارية حسن خلقها، وعظمت عجيزتها، وحظيت عند زوجها"5.


* أخصائية تغذية.
1- طب الأئمة، عبد الله شبّر، ص228.
2- م.ن، ص210.
3- الكافي، الشيخ الكليني، ج6، ص363.
4- مستدرك الوسائل، المحدّث النوري، ج15، ص215، ط. آل البيتR.
5- الكافي، م.س، ج6، ص23.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع