ناظرْتَ في البصيرةِ الكبدَ
فأبصرَتْ فيكَ الّذي وكدَ
ألحّ طرفٌ في المدى عشِقَكْ:
انظرْ فؤادي، فالهوى وُجِدَ
إنّي عرَفْتُ نبضَهُ هرِعاً
فكنْتَ في النّبضِ فما بَعُدَ
وكنْتَ عند الحرّ جنّتَهُ
وعند قرٍّ جئْتَهُ مددَا
خبّرْتَ أمصار الفلا نبأً
للهِ قدْ صيّرْتَهُ صُعُدَا
أورِدةٌ فوّارةٌ كُلِمَتْ
قد عاينت فيك العُلى جَلِدَا
وفوقَ مبسمٍ دعا نُطِقَتْ
حروفُ حقٍّ شكّلت عَمَدَا
لم تنكفئ فيكَ الخِلال وما
رأَتْ سواكَ راعياً عُهِدَ
مشَتْ إلى الضّيمِ وقد رفعَتْ
قوامَها، والسّيفُ ما زَهِدَ
ظلّتْ لدُنْ وفائها مُثُلاً
ثبّتّها، والنّحرُ قد نَجَدَ
آثرْتَ أمرَ اللهِ فامتثلَتْ
فيكَ ضلوعٌ تهتدي أبدَا
ساجدة لربّها حسمَتْ:
أنْ مثلما توحّدُ الصّمدَ
"أيا حبيبي" قلتُها حِقَباً
فداكَ نفسي كيفما نُشِدَ
على بصيرةٍ تسيرُ بنا
وقربها الصّبرُ الّذي شَهدَ
وقربها فكرٌ إليك وعى
أنّ الحسينَ العشقُ مذ وفدَ
حنان ياسين