لو فتشنا عن شهر من بين شهور السنة القمرية جميعاً، وعن يوم من أيام هذه الشهور لما وجدنا يوماً أكثر يمناً وبركة من السابع عشر من ربيع الأول، اليوم الذي أشرقت فيه الأرض بنور ربها وسطع النور الإلهي على الدنيا فانقشعت حجب الجهل والشرك، وأزيحت ستائر العصبية والتفرقة والظلم بولاية النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا يهمنا هنا أن تكون الولادة في السابع عشر أو الثاني عشر من هذا الشهر الكريم، لأن المهم هو النور المحمدي نفسه الذي أضاء على الدنيا بالعلم والعدل والوحدة وكل أنواع الخير والبركة سواء كان في هذا اليوم أم ذاك، ومن هنا فبدلاً من أن نتنازع ونتصارع على أي الأيام كانت فيه الولادة فإن الواجب علينا وما فيه صلاح ديننا ودنيانا الاهتمام بما نتفق عليه وهو المولود نفسه. ولذلك كان أسبوع الوحدة الذي أعلنته الجمهورية الإسلامية المباركة في إيران ما بين هذين اليومين المباركين. ولأهمية الموضوع وتسليط الضوء على هذه المناسبة أجرت "«بقية الله" حواراً مع كل من فضيلة الشيخ محمد قبيسي والشيخ أحمد الزين العضوين في تجمع العلماء المسلمين بالإضافة إلى بعض المقالات لثلة من العلماء والمفكرين الإسلاميين حول الموضوع.
عزيزي القارئ
كفى بالنداء الإلهي دافعاً وموجهاً نحو الوحدة والتكاتف، فلنستمع لقول الله تعالى:
﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
وإلى اللقاء