حسن الطشم
صادقةٌ، هي الهواجس والأراجيف التي تراودك على مشارف شهر الخير والبركة.
تهجم على سريرك توقظك من ليل الغفلة وأتباع الهوى وطول الأمل... تهدهدك في عتاب محبب ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ .
ولا تنفك ترميك بوابل من الأسئلة:
كيف ستواكب حركة الكون في رحيله إلى الله، مسير الأفلاك ومسجّر البحار إله الشرائع والنواميس في ربيع الشهور المترع بالحركة والتجدد.
هل أسرجت الخيل للهجوع بوجدانك وكل أحاسيسك من الهموم والأكدار ونواصب الدهر إلى عوالم الشفافية وانعدام الوزن العشقي الألوان والأبعاد.
هل أضأت الشموع في زوايا القلب وكنسته من أدران التعلق بالدنيا؟
أفرشت جوانب الروح بأزاهير التوبة احتفاءً بالزائر الكريم المحمل بالهدايا والوعود بالرحمة والمغفرة؟ أم أن قوافل الكائنات شدّت الرحال إلى الله وبقيت وحدك في بدايات الطريق تتعثر بالضياع؟
عناصر الطبيعة وشرعة الفصول تدعوك لمشاركتها في تذوق متعة العبودية الحقة وحلاوة الخشوع وأزاهيرها تأخذ بيدك للسجود الطويل ونخيلها يناديك للمناجاة في هجعة الليالي الرمضانية.
آنذاك تطيب لحظات العشق والذوبان في الله وتحلو بين يديه الشكوى من الآلام والغصص والذنوب..
فيا روعة الأدعية في الأسحار.