مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الافتتاحية: على مفترق الطرق

 


عندما يصدر هذا العدد نكون قد عبرنا مفترق الطرق فوصل بعضنا إلى شهر رمضان بما فيه من أجواء الإيمان والذكر والدعاء والابتهال إلى الله تعالى والانقطاع إليه، ووصل آخرون إلى سنة جديدة انتقلوا إليها عبر "عيد" رأس السنة بما يرافقه عادة من أجواء لهو ولعب في الحد الأدنى إلى أجواء الفسق والفجور والصخب التي تملأ تلك الليلة ويشعر الإنسان في نهايتها بالتعب المضني فيستسلم للنوم ليستيقظ في ظهيرة أول يوم من أيام السنة الجديدة.

ليس هناك تنافر في الأساس بين المناسبتين.. فشهر رمضان يجاري كل الأشهر الميلادية.. ولكن حين يكون أوله مع أول السنة الميلادية تبدو المفارقة.. ونجد صنفين من البشر.. صنفاً يستقبل سنة جديدة غير آبه بسنة مرت من حياته وكتبت في ملف الأجل.. وصنفاً يستقبل مناسبة يتزود من خلالها بما يعينه على الغد الآتي.
إنهما صنفان موجودان أبداً.. أحدهما يستقبل فحسب فيفرح ويمرح ثم يدرك أنه صار على مقربة من القبر.. أو لا يدرك إلا وهو في القبر وحينئذ يسأل كيف مضى هذا العمر.. والآخر يستقبل ويودع في آن.. فهو يودّع ما فات من العمر بخوف وحذر وترقب لأنه اقترب من القبر والحساب.. ويستقبل هذه المناسبة فلعله يوفق لبعض الأعمال الصالحات تعينه على ما سوف يلقاه في ما يأتي من الأيام. إن الاختلاف ليس عابراً، وليس شكلياً.. وإنما هو عميق يرجع إلى الاختلاف في النظرة إلى الحياة، فهل هذه الدنيا هي الأصل، وبالتالي كلما اغترف الإنسان منها أكثر فهو يقوم بدوره الطبيعي، أو أن الدنيا هي المعبر ومن ثم فعليه أن يفكر بما ينتظره في ما بعد.

إنها دعوة لكل من يعيش الصخب واللهو في هكذا مناسبات، أن يفكر في المسألة انطلاقاً من قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ   وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.
وأن لا يعطي لنفسه الفرصة لكي تقوده إلى الهلكة من خلال تصويرها للدنيا بأنها أم الخيرات بل هي انطلاقة للآخرة حيث النعيم المقيم.
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع