مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

خاطرة: مرثية مواكب الروح


رامي بليبل

إنّها الملحمةْ
كلّ طفلٍ ينامُ على حجرْ
ويفيقُ على خنجرْ
كلّ دبابةٍ تتقدّمُ مهووسةً
بالدماءْ!!..
**
إنّها الملحمةْ
كلّ قبرٍ يصيرُ فماً
ويطوفُ دماً
فازرعوا وردةَ الشهداءْ!..
**
ينهضُ القلبُ من جرحِكَ
في ربا قمحِكَ!..
ويحلّقُ مرتعشاً في الفضاءْ
كانتِ الروح وهاجة في يديْك!!
صارت الروحُ ملحمة!!..
كنتِ تحملُها.
وتُضيئُ بها القلب..
تهفو إلى وَجْهها
ثمّ تقطِفُ وردَتَها
وتسرحُ على فسحةِ العمرِ!!..
كان يجيئُ إليها الحمامُ
سريعاً يجيءُ الحِمامُ
كان نبضُ خلاياك يعرفُها
ثمّ غادرْتَها في الظّلام!!..
كان بَحْرُكَ فيها طيوراً..!
وصارَ اشتعالُكَ دون كلامْ!!..
هل رأيتَ الدماءَ تفوّر في ساحة الله؟
هل فتَشتَ ثورة القهر عندك؟
عن قاتل لا ينام..؟
هذا جُرحُكَ فيها وصايا
وكنت تعُد ّ الموانئ والشرفاتِ
ضحايا
وتحلمُ بالخبز!!..
والوطن اللوز!!..
لكن الفقراء !!..
كنت ترى الشاطئ المتوهجَ فيها
فتركض مُنْشداً
وتطلق عصفورةً للحرية !!
يا أيّها الهادي..!
كيف صارت طيورُكَ في الروحِ
كيف غدتْ أناشيدُك
كنتَ وجهَكَ فيها
وما كنتَ يوماً تعدّ القبورْ..!
أنت مشتعلٌ في شوارِعها
أنتَ منتصرٌ في مواكبها!!..
تلك الموانئ ترحلُ منكَ إليكَ مقيدةً
كالرؤى!!..
وعليّ معكَ يرفعُ صوتاً للمهدي في
تلك الربى والبلادُ:
ساحلٌ في يديكَ...
ساحلٌ في دماك ..
ساحلٌ في الربيع ..
ساحلٌ في الصقيع ..
ساحلٌ للسماءِ..
للسماءِ..
للدماءِ...
ساحلُ خنجرٍ ودعاءْ..!!
والذرى في الجبال
تتساءل عن ليتر ماءْ!!..
والبيادرُ
قد أُغرِقَتْ بالدماءِ
والرمالْ!!
كان نبضُكَ مزدهراً
زرعَ القلبَ أحلامَهُ
ملحمةً للخلايا
وأمنيةً للبرايا
وأغنيةً للشرفاء!!..
غير أنّ الرصاصَ
تفجّر كنزيفْ!!!..
غيرَ أنّ الوردةَ في دمِهِ
لم تخفِقْ أن تصيرَ رغيفاً!!..
فدماكَ تروي قمحَ جنوبِكَ !!..
كنتَ يوماً تسأل فجراً
كنت نوراً تبصرُ نصراً
وها أنت رايةً
ترفعُ نهجاً
مرةً كنتَ تقرأ مندفعاً
زهرةً لليدين
معاول ..
بنادقَ..
قمحاً.. رصاصاً!!..
وها أنتَ تنقدحُ منفجراً:
خنجرٌ في اليدينْ
سلاحٌ
قنابل..
شقائقُ..
.. عذابٌ للمعتدين
وها أنتَ تزرعُ زهرةً
في قبرِكَ
ذاك العرشُ المجهولُ!!..
ها أنتَ كبدُ نصر الله
تعلنُ في الملا..!
"الله أكبر" .. "الله أكبر"
هيا استمعْ لنداءِ حُسينكَ
هيا تجمع خلف قلبك
وانتفض بنزيفِ جُرْحكَ
واحتفل بسموّ رُوحِك
وانطلقْ أبداً..
هيا انطلقْ
لا تلتفت أبداً..
فبلادُك أزهرت
شقائق نعمانٍ في المدى
وأبوكَ ينادي:
سرْ بني:
أيّها المقاوم!!..
هذي حناياك تولدُ
في جسم كلّ طفل عربيّ
وردةً تقذفُ في كلّ جرحٍ
بلسما!!؟

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع