مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

خاطرة: عزف على شفار القلوب


أمل خير حمية


مهداة لفرسان المواجهة البطولية في الجبل الرفيع

ضائعة في خضمّ الكلمات، أختارها، لا تعنيني..
جئت أجمل أعذاري والتهاني.. متعثرة بدمع وآه.
أحمل أكبر وجعٍ بحجم النصر.. وتهنئة للسيد نصر الله
على القبر الضائع المعالم، المندرس الرسوم، أوزّع لوعات أمّ صابرة.. وأخت مشتاقة وخطيبة ملتاعة،
وأزرع بسمة الأب الكبير.. وضّاءة، قهارة، أهنئ بها الشعب الحزين،
أقمع بها سهر الليالي، وأعدّ أيام عمرك العابر..
أكفكف دمعات طفل كنته،
وأوقظ عينيك في نوبة حراسة،
أزرع عنك لغماً وأدسّ عبوة،
أستذكر مشاهد من سيرتك،
لتستمرّ المسيرة في عزيمة كلّ مقاوم.
هادي.. ستحيا في قلوب الصابرين،
وتنمو سنين عمرك الزاهرة في ربوع عقماتا..
تعازيّ، خبّأتها في جعبة الأيام أحملها..
للورود، للشمس، للرياح في الجبل الرفيع،
لحدود عقماتا المغمورة بدمس ليالي شوق قاتمة،
تعازيّ أحملهان للآتي من دهري، أواسي به
"الجمع الكريم لعوائل الشهداء"،
جثمانك الأسير أواريه في طيّ أحلامي،
أشيّعه
في غابرات الهواجس، أتشرّف، بحرماني
من لمسة أخيرة،
بنيّ.. إنّ لي مع الأسرى "شراكة من هذا القبيل".
أجالس وحدتي، أسائلها عن هادي،
كُميل وهيثم،
أرسم خيالاتهم في مخيلتي، يكدّسون النصر بيادر بأجسادهم، نغترف منها قبساً ومشاعل.
أضيء بها طيّات سكوني فينبري الصمت ليعزف على شفار القلوب ويهدي القوافل،
عبرة واعتباراً، بسمة الأب سهم في قوس عزيمتنا و"كأنّ شيئاً لم يكن".
خذوا قلبي، أهديه لكلّ الشباب،
أواسي به كلّ العوائل، وأذرف من دم لوعتي،
سائلاً لحبر القصائد،
ومعيناً لعطش الثائرين يدفعهم،
يجدّد فيهم عزم الحسين
وشراباً يسقى بعرس القاسم
اغسلوا به حزن الأيامى واليتامى..
ليثور..
ماذا عساي أبوح لورود عمرك النديّة،
إذ تقوقعت في عتبة ربيعك الثامن عشر،
وتربعت في عرش الشهادة.
أترى جفّ صباك، أم أنّ النرجس لن يضنّ ببعض طلّه يبلّل به شبابك الغضّ وينعش هذي الشهادة؟!..
إنّي إن وجدت السلوى في عيون الشباب
وصدور المقاومين، ولكن ماذا عساي
أبثّ للجبل الرفيع منطوياً في ارتفاعه،
منكسراً رغم شموخه.

هادي، كميل وهيثم،
مع الصبح متمتم، أنداداً للشمس خلقتم،
تنسلون منها شعاعاً وتعقدونه وشاحاً للنصر،
تلفّون أجسادكم وترحلون، عن الجبل الرفيع،
غرّبتم أجفانكم ونمتم، .. عن ليل انتظار..
فاحتجّ شوقاً إليكم وضجّ..
فقد اعتاد وطء أقدامكم،
وهام بأنفسكم تكتمونها في رصد أو استطلاع،
تزرعونها في ترابه بكمين،
دعوني أحجّ إلى قلوب المقاومين،
أعتمر في حضرة عزمهم،
ففي عيونهم بحر انتظار،
ومآقيهم مشارق، تؤذن إلى القائم المهدي بالفرج.
عزاؤك أيّها الجبل الرفيع بقوافل الفرسان التي،
كالموج لا تنكسر، تتدافع، تتكاثر، تتقدّم وتقمع الموت بعزيمة هي العزّ
فيصير الموت حياة والنصر شهادةً
ونعتاد..
"الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع