نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مناسبات العدد

 

28 صفر عام 11 للهجرة: ارتحال النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

يبيّن أمير المؤمنين عليه السلام ما افتقده برحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "لم يكن لي أحدٌ آنس به أو أعتمد عليه أو أستنيم (أسكن) إليه أو أتقرّب به غير رسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ هو ربّاني صغيراً، وبوّأني كبيراً، وكفاني العِيلة، وجبرني من اليُتم، وأغناني عن الطلب، ووقاني المكسب، وعال لي النفس والولد والأهل... مع ما خصّني به من الدرجات التي قادتني إلى معالي الحقّ عند الله عزّ وجلّ، فنزل بي من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم أكن أظنّ الجبال لو حملته عنوةً كانت تنهض به..."(1).

28 صفر عام 50 للهجرة: استشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

لمّا حضرت الإمام الحسن عليه السلام الوفاة، استدعى الحسين بن عليّ عليهما السلام، فقال: "يا أخي، إنّي مفارقك ولاحقٌ بربّي عزّ وجلّ، وقد سُقيت السمّ ورميت بكبدي في الطست، وإنّي لعارفٌ بمَن سقاني السمّ، ومن أين دُهيت، وأنا أخاصمه إلى الله تعالى... فإذا قضيتُ، فغمّضني، وغسّلني، وكفّنّي، واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأجدّد به عهداً، ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد (رحمة الله عليها) فادفنّي هناك.

وستعلم يا ابن أمّ، أنّ القوم يظنّون أنّكم تريدون دفني عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيجلبون في منعكم عن ذلك، وبالله أقسم عليك أن لا تهرق في أمري محجمة دم"(2).

آخر صفر عام 203 للهجرة: شهادة الإمام الرضا عليه السلام 

عن أبي الصَلت الهرويّ، قال: إنّ المأمون قال للرّضا عليه السلام: إنّي قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك.

فقال له الرّضا عليه السلام: "إن كانت هذه الخلافة لك واللّه جعلها لك، فلا يجوز لك أن تخلع لباساً ألبسك الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك، فلا يجوز أن تجعل لي ما ليس لك". فأصرّ عليه المأمون، فقال عليه السلام: "لست أفعل ذلك طائعاً أبداً".

فما زال يجهد به أيّاماً حتّى يئس من قَبوله، فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تحبّ مبايعتي لك، فكن وليّ عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.

فقال الرّضا عليه السلام: "والله، لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنّي أخرج من الدّنيا قبلك مسموماً مقتولاً بالسُمّ مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء، وملائكة الأرض، وأدفن في أرض غربة..."(3).

1 ربيع الأوّل عام 13 للبعثة: مبيت الإمام عليّ عليه السلام في فراش النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

تُظهر حادثة مبيت أمير المؤمنين عليه السلام في فراش النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مدى الإيثار والتفاني والطاعة والفداء التي تحلّى بها عليه السلام لحماية نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم، وبالتالي الرسالة الإسلاميّة. ويظهر ذلك من جوابه عليه السلام للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن دعاه للمبيت بدلاً عنه، قائلاً له: "أوحى إليّ ربّي عزّ وجلّ أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي، وإنّه أمرني أن آمرك بالمبيت على مضجعي ليخفى بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل؟ وما صانع؟ فقال عليّ عليه السلام: أوَتسلم بمبيتي هناك، يا نبيّ الله؟ قال: نعم، فتبسم عليّ عليه السلام ضاحكاً، وأهوى إلى الأرض ساجداً، شكراً بما أنبأه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سلامته، وكان عليّ عليه السلام أوّل مَن سجد لله شكراً، وأوّل مَن وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمّة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلمّا رفع رأسه قال له: امضِ لما أُمرت، فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي..."(4).

8 ربيع الأوّل عام 260 للهجرة: استشهاد الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام

عن الإمام العسكريّ عليه السلام: "شيعة عليّ عليه السلام هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت، وشيعة علي عليه السلام هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم، ولا يفقدهم من حيث أمرهم، وشيعة عليّ عليه السلام هم الذين يقتدون بعليّ في إكرام إخوانهم المؤمنين"(5).

وعنه عليه السلام: "أَعرَفُ الناس بحقوق إخوانه وأشدُّهم قضاءً لها أعظمُهم عند الله شأناً"(6).

12-17 ربيع الأوّل: أسبوع الوحدة الإسلاميّة

"إنّ العالم الإسلاميّ يعاني من مِحَن كبرى، والسبيل لعلاجها هو الاتّحاد الإسلاميّ، الوحدة، تكامل الجهود، التعاون، وتجاوز الاختلافات المذهبيّة والفكريّة. إنّ نظرة القوّة الاستكباريّة والاستعماريّة للعالم الإسلاميّ، هي العمل لإبعاده عن الوحدة أكثر فأكثر؛ لأنّ وحدة العالم الإسلاميّ تشكّل تهديداً لها: مليار ونصف مليار مسلم، إنّ توحّدت هذه البلدان الإسلاميّة كلّها بهذه الموارد الكبيرة، بهذه الطاقات البشريّة الجبّارة، وتحرّكت متّحدةً نحو الأهداف الإسلاميّة، لما عاد بوسع المتسلّطين أن يقرعوا طبول قوّتهم في العالم، ولما صار بمقدور أمريكا أن تفرض إرادتها على البلدان والحكومات والشعوب، ولما كان باستطاعة الشبكة الصهيونيّة الخبيثة أن تمسك الحكومات والقوى المختلفة بمخالب اقتدارها، وأن تسيّرهم في طريقها ومسيرها، وتدفعهم إلى العمل الذي تريده؛ إذا اتّحد المسلمون، فسيكون الوضع هكذا"(7). الإمام الخامنئي دام ظله.

15 ربيع الأوّل عام 13 للبعثة: بناء مسجد قباء

مسجد قباء في المدينة المنوّرة، هو أوّل مسجد بُني في الإسلام، ونقَل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابُه الحجارة لبنائه، وكان يأتيه كلّ سبت ماشياً(8). وتستحبّ زيارة هذا المسجد، فعن الإمام الصادق عليه السلام لمعاوية بن عمّار: "لا تدع إتيان المشاهد كلّها: مسجد قباء، فإنّه المسجد الذي أُسِّس على التقوى من أوّل يوم..."(9)، ويستحبّ الإكثار فيه من الصلاة، فقد قال الإمام الصادق عليه السلام لعقبة بن خالد: "ابدأ بقبا، فصلِّ فيه وأكثر، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..."(10).

17 ربيع الأوّل عام 40 قبل البعثة: ولادة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

يقول السيّد ابن طاووس قدس سره في ما ينبغي أن يكون المسلمون عليه يوم ولادة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "... فالله الله، أيّها العارف بالصواب، المحافظ على الآداب، المراقب لمالك يوم الحساب، أن يكون يوم مولد خاتم الأنبياء عندك دون مولد أحد أبداً في دار الفناء، وكن ذلك اليوم عارفاً ومعترفاً بفضل الله جلّ جلاله عليك وعلى سائر عباده وبلاده بالنعمة العظيمة، بإنشاء هذا المولود المقدّس وتعظيم ميلاده، وتقرّب إلى الله جلّ جلاله بالصدقات المبرورة، وصلوات الشكر المذكورة، والتهاني فيما بين أهل الإسلام، وإظهار فضل هذا اليوم على الأيّام، حتّى تعرفه قلوب الأطفال والنساء..."(11).

17 ربيع الأوّل عام 83 للهجرة: ولادة الإمام الصادق عليه السلام

عمل الإمام الصادق عليه السلام على تعميق علاقة الأخوّة في الله، التي تزيد في التلاحم والتفاهم بين المؤمنين، فها هو عليه السلام يوصي خيثمة: "أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله والعمل الصالح، وأن يعود صحيحهم مريضهم، وليعد غنيُّهم على فقيرهم، وأن يشهد جنازة ميّتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، وأن يتفاوضوا علم الدين، فإنّ ذلك حياةٌ لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا"(12). وقال عليه السلام في المواساة بين المؤمنين: "تقرّبوا إلى الله تعالى بمواساة إخوانكم"(13).

وقد استوصاه رجل، فقال له عليه السلام: "أُوصيك بتقوى الله، وبرِّ أخيك المسلم، وأحبّ له ما تحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك، وإن سألك فأعطه، وإن كفّ عنك فاعرض عليه..."(14).


1- انظر: الخصال، الصدوق، ص367. 
2- الإرشاد، المفيد، ج2، ص17. 
3- الأمالي، الصدوق، ص126 
4- الأمالي، الطوسيّ، ص466. 
5- مدينة المعاجز، هاشم البحرانيّ، ج7، ص593. 
6- الاحتجاج، الطبرسيّ، ج2، ص267. 
7- من كلامٍ للإمام الخامنئيّ دام ظله في لقاء مسؤولي النظام الإسلاميّ وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلاميّة، 17/12/2016م. 
8- بحار الأنوار، المجلسيّ، ج19، ص194. 
9- الكافي، الكلينيّ، ج4، ص560. 
10- كامل الزيارات، ابن قولويه، ص68. 
11- إقبال الأعمال، ابن طاووس، ج3، ص143. 
12- بحار الأنوار، (م. س.)، ج78، ص219. 
13- الخصال، الصدوق، ص8. 
14- الأمالي، (م. س.)، ص97. 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع