نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

بأقلامكم : سلامٌ لروحك(*)

 

سلامٌ لروحك ولقلبك العطوف النقيّ، الذي لا يعرف إلّا الحبّ والخير.. ولا يعرف الخوف. 

أفتقدكَ جبلاً وسنداً وأباً مربّياً رؤوفاً، الذي وقف إلى جانبي عمراً، وترك فيّ الأثر الجميل. ما زلت أذكر كلّ معروفٍ لك في حياتي. لا يمكنني أن أهمل أو أحذف مشهداً أو حرفاً واحداً من ذاكرتي.

لطالما كان وقع كلامك بالغ الأثر في نفسي، وعند كلّ من يعرفك، يا صاحب الموعظة الحسنة التي تغيّر السوء بالحبّ والرفق. يا مالك القلوب بالودّ وحسن المعاملة، خفيف الظلّ، كثير الخير...

علّمتني الصمت والحلم والصبر والهدوء والتفكّر، والابتعاد عن ضجيج أهل الدنيا، وأخذت قلبي إلى الشهداء والعلماء وأهل الآخرة. علّمتني أنّ الرياء تذهب الصالحات هباءً.

زرعت فيَّ شعوراً بالمسؤوليّة، والابتعاد عن الكسل، والتصدّي حيث يجب، فقلت: "لو كنتِ وحدكِ يجب أن تزرعي الخير، ولو عارضتْكِ الظروفُ كلّها، ولا تنتظري شيئاً من أحد".

علّمتني أن لا أهاب الموت، وأنّه راحة الأنقياء والأتقياء. كنتَ تستبشر عند السماع بالحرب، وتقول: "ننتظرها". قلت لي: "إنّ الموت محتّم على ابن آدم، والشهادة موت الأذكياء". أمّا الخوف، فهو سمة الأغبياء وكثيري الذنوب.

كنتَ كثير الخير، قليل الكلام، قليل الطعام.

كنتَ جريحاً، فلم تمنعك جراحك من الجهاد. ولم يمنعك عملك من متابعة تفاصيل حياتنا، وليس عائلتك المصغّرة فقط. كنت تحتوينا بقلبك الكبير، وتحرص على مشاعر صغيرنا وكبيرنا.

يا فاعل الخير المجهول، ويد الله فينا، الذي لم يسمح لي يوماً بشكره، أمّا الآن، فأنا أعدك أنّي سأسير على خُطاك، وسأعدّ الساعات حتّى ألقاك...

فسلامٌ عليك أيّها الحبيب، سلامُ سكينةٍ للعبّاس..

(*)ابنة أخيك سارة اليتامى 

القائد عبّاس اليتامى "أبو ميثم"، فقيد الجهاد والمقاومة الذي رحل بعد مضاعفات إصابته بالكورونا، بتاريخ 15 آب 2021م.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع