ارتبك، ظنّ أنّها كسرت بمشهد الرؤوس المدماة، عجز لسانه عن ردّ الجواب أمام الحوراء العلويّة.
فهو لم يدرِ أنّ عليّاً أذّن عند ولادتها بداية حكاية صبر جميل. لم يدرِ أنّ فاطمة غذّتها بلبن الصمود على طول المسير. لم يدرِ أنّ هنداً لها في المدينة ذكرى، وقلبها يرعاه حبّ الأمير. تلك التي انبرت تسأل، ما إن خَبُرت.. ما حكاية الأسرى وذاك المسير؟
ردّت: من المدينة جئنا، فنطق قلب هند: لي فيها أحباب وأعزّاء. أتعرفين عليّاً يا امرأة؟
أجابتها: أتعرفين زينب ابنته يا امرأة؟ أنا زينب بنت عليّ.
فوقع في قلب هند نورٌ، أراها ظلمات يزيد.
يوسف حسين سلامي