عن لسان والدة الشهيد محمّد الجواد حجازي (باقر)(*)
منذ صغره لم يتعلّق بشيء من حطام الدنيا؛ حتّى أملاكه كلّها كانت ملكًا له ولغيره؛ فصفة الكرم رافقته منذ صغره. لم يكتفِ شهيدنا بالكرم، بل كان كثير الإيثار؛ فإذا ما كان يملك شيئاً ما، يُهديه لغيره. قال والده يوماً ما: "المصلحة التي أمتلكها ستبقى لك ولأخيك". تخيّلوا أنّ شابّاً يعيش في عالم يسعى الجميع خلف مغرياته وماله وجاه دنياه، فيما رفض هو هذا الأمر، بل وطلب أن يسلّم كلّ شيء لأخيه.
في أحد الأيّام، كان في سوريا يقوم بواجبه الجهاديّ، وكان بحوزته مبلغٌ من المال، وكان يعلم بضائقة زميله الماليّة، فأعطاه كلّ ما يملك إلى حدّ لم يبقَ معه شيء.
كما أنّه كان يتنقّل من مكان لآخر سيراً على القدمين؛ لأنّه كان يوزّع ماله كلّه على رفاقه، فلم يتمكّن من أن يستقلّ حافلة أو سيّارة!
حوراء المقداد
(*) استشهد بتاريخ 13-1-2016م.