حيدر الموسوي
من فريق مغمور في بداياته، استطاع فرض نفسه منافساً قويّاً بين الأندية الأخرى المعروفة كناديَي النجمة والأنصار، بالاعتماد على رؤية واضحة وقدرة عمليّة عالية. اليوم، يُعدّ نادي العهد أحد أعرق فرق كرة القدم اللبنانيّة، إن كان من حيث الألقاب، أو من حيث القدرة على التطوّر السريع والإنجاز.
حصد جوائز عديدة، وواكب بين تنميَة الجسد والروح والعقل، وخرّج محترفين، وارتفع منه شهداء.
* العهد: من فريق إلى أكاديميّة
نشأت أكاديميّة نادي العهد عام 2001م (بعد 5 سنوات من وصول النادي إلى مصاف أندية الدرجة الأولى) عن طريق التعبئة الرياضيّة في حزب الله، وبالتعاون مع نادي العهد الرياضيّ، الذي يقع مقرّه في منطقة الأوزاعي في مدينة بيروت، وينافس في الدوريّ اللبنانيّ.
* هدفنا: مجتمعٌ بروح رياضيّة
تسعى الأكاديميّة إلى خلق بيئة رياضيّة للأطفال والناشئة، تساعدهم في بناء شخصيّة متوازنة ورصينة، وتركّز أيضاً على بناء ثقافة أخلاقيّة وحضاريّة للأطفال تحمل قيم التعاون والتضحية والتنافس من جهة، والروح الرياضيّة من جهة أخرى. كما تسعى الأكاديميّة إلى دفعهم نحو الاندماج في المجتمع. أضف إلى ذلك أنّها تعمل على تنمية المواهب والقدرات لدى اللاعبين، لرفد نادي العهد بالمميّزين منهم مستقبلاً بعد أن يجتازوا مراحل التدريب المختلفة.
* كرة القدم: مسيرُ احتراف
تركّز الأكاديميّة على تدريب أصول كرة القدم وأساسيّاتها بالاستعانة بطاقم فنيّ وإداريّ وتربويّ عالي المستوى، فموهبة الطفل وحدها لا تكفي، بل هي بحاجة إلى عمليّة صقل وتطوير مستمرّ منذ الطفولة وحتّى الاحتراف، عبر إجراء تمارين يوميّة على مدى سنوات، وإقامة مباريات ودّيّة بشكلٍ دوريّ مع أكاديميّات أخرى، والمشاركة في بطولات رسميّة.
ضمن أنشطتها، تُقيم الأكاديميّة رحلات ترفيهيّة للأطفال لترسيخ قيم الأخوّة والصداقة، بالإضافة إلى أنشطة بيئيّة تزرع في الطفل حسّ المسؤوليّة تجاه مجتمعه ومحيطه.
* رياضيّون من عمر السادسة
ترعى الأكاديميّة الأطفال والناشئة في المجتمع اللبناني من عمر 6 سنوات لغاية 15 سنة، متوزعين على الفئات الآتية:
1. فئة 6-7 سنوات.
2. فئة 8-9 سنوات.
3. فئة 10-11 سنة.
4. فئة 12-13 سنة.
5. فئة 14-15 سنة.
* كرة القدم ورياضات أخرى
لعبة كرة القدم تمثل محور اهتمام الاكاديميّة باعتبارها اللعبة الشعبيّة الأولى في لبنان، وتضع في سبيل ذلك جميع مقدّراتها. أمّا في فصل الصيف، فتقوم بتفعيل نشاطات رياضيّة أخرى: ألعاب كرة السلّة، والفنون القتالية، وكرة الطاولة، والسباحة، والرابيل، والتسلّق.
* الجوائز: حصاد مثابرة
خلال 21 عاماً من عملها، نجحت أكاديميّة نادي العهد الرياضيّ في احتلال مراكز متقدّمة في البطولات التي شاركت فيها، وحصدت جوائز كثيرة. وفي سجلّ نادي العهد العديد من الألقاب المحليّة والعربيّة والآسيويّة، إذ حصد لقب الدوريّ اللبنانيّ 8 مرّات وكأس لبنان 6 مرّات، كما فاز بكأس النخبة 5 مرّات، وكأس الاتّحاد اللبنانيّ مرّة واحدة، بالإضافة إلى كأس السوبر اللبنانيّ 7 مرّات. أمّا الإنجاز الأكبر فهو الفوز بكأس الاتّحاد الآسيويّ مرّة واحدة، ليكون بذلك أوّل نادٍ لبنانيّ يحصد هذا اللقب. ورفدت هذه النجاحات نادي العهد بالعديد من اللاعبين المميّزين. وانضمّ عدد كبير من لاعبيه إلى منتخبات لبنان في الفئات العمريّة، ومختلف أندية الدرجة الأولى لدوري كرة القدم اللبنانيّ.
* الأنشطة الدينيّة: امتيازٌ خاصّ
لأن بناء الشخصيّة تربويّاً ومعرفيّاً ودينيّاً يعدّ أساساً لأيّ نجاح يتوخى من هذه الشخصيّة، أولت إدارة أكاديمية نادي العهد الرياضيّ أهمية قصوى لبناء شخصيات متكاملة لمنتسبيها، وترى أنّ تنمية البُعد الثقافي الديني عنصراً أساسيّاً في هذه الرحلة. وهي تقيم الدروس الثقافية الدينية أسبوعيّاً مع اهتمام خاص بتقديم المادة بطريقة مشوقة وجاذبة تناسب كلّ الفئات العمرية.
تُروى قصص الأنبياء بأسلوب مُبسط ومُشوق للفئات العمريّة الصغيرة؛ لتُساهم في غرس القيم الدينية في نفوسهم منذ الصغر، وإعدادهم لتعلّم التعاليم الإسلامية بأفئدة مستعدة. أما الذين في عمر الفتوّة، فهم يحظون باهتمام كبير في البرنامج الثقافيّ الدينيّ لِما لمرحلتهم من دور مؤثر في بناء شخصياتهم في المستقبل، حيث تُقدم الدروس والأحكام الفقهية بأسلوب مُبسط وواضح لِتُعرّفهم بأحكام دينهم وتُساهم في تشكيل وعيهم الدينيّ.
إضافة إلى ذلك، تُقام حلقة قرآنية أسبوعية تُركز على التجويد والتلاوة وتعليم القرآن الكريم بأسلوب علمي وإبداعي لتُساهم في غرس حبّ القرآن في نفوس الناشئة وتُعزّز من مكانته في حياتهم.
* رياضيّون بوسام الشهادة
لأنّ الرياضة لغة صحة وقوّة وعافيّة، فإنّ الجهاد سمة عافية في عقيدة أبناء الأكاديميّة وولائهم، فقد قدّمت الأكاديميّة العديد من اللّاعبين الذين استشهدوا في سبيل الله والوطن، رافعين بذلك رسالةً مفادها: «كلّ هدفنا هو الله»، نذكر منهم: الشهيد محمود منذر، والشهيد حسين شقير، والشهيد أحمد محسن، والشهيد قاسم شمخة. فقد كان الشهيدان محمود منذر وحسين شقير صديقين في الملعب وفي الحياة اليوميّة، وكانا يردّدان أمام الأهل والأصدقاء: «سنستشهد معاً». وبالفعل، شاءت الأقدار فيما بعد أن يُستشهدا معاً في مواجهة التكفيريّين في سوريا.
وحين تحضر أسماء هؤلاء العظام، لا تملك إلّا أن تذكر سماتهم وخصالهم وفرائدهم. يذكر والد الشهيد محمود منذر كيف أنّ ابنه كان يحثّ العائلة دائماً على الالتزام الدينيّ والحضور في المسجد. أمّا الشهيد أحمد محسن الذي استشهد في ذكرى عيد المقاومة والتحرير من عام 2015م، فالسمة الأبرز التي ميّزته وينقلها عنه كلّ من عرفه، هي الخُلق الحسن. تروي عمّته كيف أنّها كانت لا تتحدّث أمامه عن أيّ مشكلة تواجهها لكثرة اهتمامه بها وخوفه الدائم عليها.
وبالنسبة إلى الشهيد قاسم شمخة، يحدّثنا شقيقه الأستاذ سمير شمخة عنه قائلاً: «لطالما كنت ألتقط معه الصور لأنّ شعوراً داخليّاً كان يحدّثني بأنّ قاسماً سيودّعنا يوماً ما. ومع تطوّر أدائه الكرويّ، عرضتُ عليه السفر إلى الخارج لخوض التجارب مع عدد من الفرق الإسبانيّة التي تربطني بها علاقة صداقة واحترام، لكنّه كان يرفض الموضوع من أساسه؛ لأنّه يعشق العيش في لبنان والدفاع عنه».
* نجوم العهد
منذ تأسيسها إلى اليوم، تعاقب على الأكاديميّة عدد كبير من اللاعبين الذين حقّقوا إنجازات مهمّة ومتلاحقة في مسيرتهم، مثل: حسن علوية، وحسين صالح، وحسين دقيق، وحسين عمّار، وساجد أمهز، فضلاً عن أسطورة كرة القدم اللبنانيّة أحمد زريق الذي نال لقب أفضل لاعب في الدوريّ اللبنانيّ في موسم 2016م - 2017م، كما حصل على جائزة أفضل صانع أهداف في موسم 2008م - 2009م.
* التنمية التربويّة: قيمةٌ مضافة
تعدّ أكاديميّة نادي العهد الأكاديميّة الأولى على مستوى فِرَق الدرجة الأولى في لبنان، وتمتاز بقدرتها على جذب عدد كبير جدّاً من الأطفال والناشئة. واللافت هو اهتمامها الكبير بالجانب الشخصيّ التربويّ والثقافيّ لدى اللاعبين. وقد أدّت تجربتها الناجحة إلى تحفيز الأندية الأخرى المنافسة لافتتاح أكاديميّات مشابهة، ما ساهم في خلق جوّ تنافسيّ بين الأندية اللبنانيّة، ليرفع ذلك من وتيرة التطوير المستمرّ لرياضة كرة القدم في لبنان.
* نحو حضور في كلّ المناطق
من أهمّ المشاريع المستقبليّة التي تطمح إليها الأكاديميّة، فتح فروع عديدة على نطاق بيروت العاصمة، والجنوب، والبقاع، والشمال من أجل تسهيل حصول المواهب اللبنانيّة على التدريب والمتابعة اللازمة في أماكن قريبة من مساكنهم.
ولتطوير عملها، تسعى الأكاديميّة إلى إقامة دورات تأهيليّة دوريّة لمدرّبيها لدى الاتّحاد اللبنانيّ لكرة القدم، وتفعيل ورش فنيّة خاصّة بالكادر الفنيّ، إضافة إلى إخضاع الكادر الإداريّ إلى ورش إداريّة، وإقامة ورش إسعافات أوّليّة وإصابات رياضيّة وأخرى تربويّة وخدمة مجتمعية للعاملين فيها كافّة.
* أهلاً بكلّ رياضيّ
إلى كلّ الأطفال والشباب الذين يرغبون في تحقيق أحلامهم بالوصول إلى الاحتراف، ستجدون أكاديميّة نادي العهد الرياضيّ خير معين على ذلك، برامج متنوعة ومكثّفة بانتظاركم، وكوادرها الإداريّة والفنيّة والتربويّة تضعها في خدمة المنتسبين. فأهلاً وسهلاً بجميع الرياضيّين.